منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (في زمن الفوضى )أين تتجه سفينة الشعر الشعبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2009, 03:55 PM   #1
عبدالله سماح المجلاد
مستشار إداري

افتراضي (في زمن الفوضى )أين تتجه سفينة الشعر الشعبي


هل بالفعل يعيش الشعر الشعبي عصره الذهبي رغم أنني لا أرى سبباً وجيهاً يستدعي مثل هذه التسمية خاصةَ وأننا لا نرى من ذهب الشعر إلاّ النذر اليسير مما يكون فيه بعض العزاء للذائقة والسلوان للمشاعر والأحاسيس (أوليس الشعر بريد القلوب كما يقال) إلاّ إذا كان المقصود بالتسمية أمور أخرى لا تمت للشعر بصله وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف وهذه الأمور تتعلق بمن يستغلون الشعر كمسمى فقط من أجل التكسب المادي وينظرون إليه على أنه تجاره تخضع للعرض والطلب وعرّاب هذه الطريقه القنوات الشعريه وتمر بمنعطف المسابقات الشعرية وعلى رأسها ذلك البرنامج الشهير جداً الذي تبعه أكثر من برنامج للإستفاده الماديه وليس للإفاده الشعريه ناهيك عن فوضى المواقع الشعرية التي أصبحت أعدادها تفوق أعداد العمالة الشرق أسيويه في دول الخليج المنهوبة الموارد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
لو تأملنا وبنظره واقعيه وبعيده عن المجاملة أو التحيّز لوجدنا أن الشعر كشعر يغذي الروح بالفعل لا يعيش إطلاقاً فترةَ ذهبيه بقدر ما يعيش مرحلة الاحتضار التي تسبق الموت ولرأينا حالهُ المبكية كحال الإنسان في أخر سكرات الموت :وبكل أسى ومرارة نجد أن أوجه الجمال في النصوص الشعرية فقدت ثلاثة أرباع جمالها الذي كان يطغى على ملامح النص الشعري في زمن (فهد عافت / سليمان المانع / سعود بن بندر رحمه الله/ بدر بن عبدالمحسن / طلال الرشيد رحمه الله / متعب التركي/ مساعد الرشيدي/ نا يف صقر/عاقل الزيد رحمه الله/ سعد الحريص/ فهد دوحان/ عبدالرزاق الهذيل/ عمري الرحيّل/ رشيد الدهام /عناد المطيري/ فهد عبدالكريم الأحمد/ بليهيد العتيبي وعشرات من تلك الأسماء الرائعة التي لم تكن تزرع في أرض الشعر سوى وروداً فواحةً بأزكى الروائح من عبق روائع الشعر تلك الروائع التي لم تكن تستقر سوى في القلوب ولا تستوطن سوى في الذاكرة ولذلك بقي الكثير من شعرا هؤلاء الرائعين رغم غياب 99% من هذه الأسماء عن الساحة الشعرية لسبب أو لأخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والآن وفي هذه الفترة التي يطلق عليها مسمى العصر الذهبي للشعر الشعبي وبرغم الأعداد المهولة لكتائب الشعراء من الذكور والإناث لا يجد المتعطش للجمال الشعري ما يروي به ظمائه إلاّ في نذر يسير جداً من القصائد ولأسماءٍ شعريةٍ محدودة العدد وهبها الله روحاً إبداعيةً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدهى والأمر أننا نجد حالياً أسماء لامعه جداً في المجال الإعلامي ولا داعي لذكرها من باب الستر الذي وصى به الدين وهذه الأسماء وبكل أمانه لا تفقه من الشعر إلاّ الإسم فقط ومع ذلك تحمل مسمى شاعروإعلامي / أو شاعره وإعلاميه ولا أدري لماذا الإقتران (قد يكون لغرض في نفس غير يعقوب) والبلاء الأعظم أن أغلب هذه الأسماء أصبحت مسئوله مسئوليه مباشره عن الشعر من خلال الدور الذي تلعبه في المؤسسات الإعلامية المرئية منها والمقروءة (إعداد / إشراف / تقديم / نقد/ وغير ذلك) والأشد مرارةً وإيلاما: أنك عندما تقرأ لأغلب هذه الأسماء نصوصاً شعريةَ تجد أن الشعر في وادي وهؤلاء في وادٍ أخر ومع ذلك يتلقفهم ألاف المطبلين ويكيلون لهم من الثناء ما تنوء بحمله الجبال ويكتبون لهم من عبارات الإطراء والإعجاب ما يفوق نفاق المسئولين في الدول العربية لرؤساء دُوَلِهِمْ (والغايه التي لاتبرر الوسيله من وجهة نظري المتواضعه هو تحقيق هدف رخيص جداً وهو نيل رضا هذه الأسماء الفارغة أصلاً من الشعر لتقوم بالنشر لهذا المطبّل أو ذاك أو استضافته في برنامج معيّن ولو لمدة خمس دقائق أو حتى ذكر أسمه فقط، فهو رخيص ويرضى بما يماثله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
لا أدري حقيقةً أين تتجه سفينة الشعر الشعبي في هذا العصر خاصةً وأنها تصطدم في كل رابعة نهار بأمواجٍ مدمره وهي تتهادى في بحر المجاملة والْمُكْرَهَة على الإبحار فيه: فهل ستتجاوز سفينة الشعر الشعبي محنتها الحالية وتصل إلى بر الأمان ليصل معها من الشعر أجمله أم أن الغرق سيكون مصيرها في نهاية المطاف خاصةً وأن الكثير أصبح لا يأبه لمسألة غرقها : فقد تشبع البشر من الشعر وأصبحت كلمة شاعر لا تعني لملايين الخلق شيئاً حتى أن الشاعر نفسه أصبح يخجل من هذه التسمية: بعد أن كان يطاول بها عنان السماء قبل هذه الفوضى الغير خلاّقه
أخيراً / كان في السابق يقال(قد يحيي الشاعر أُمّه بينما لا تستطيع الأُمّةَ أن تحيي شاعر ) فما هو رأي الأمم في شعرائها الآن :خاصةَ أمتنا العربية وعلى وجه الخصوص مجتمعنا الخليجي وهل وُجِدَ على ظهر الأرض العربية شاعرُ شعبي أحيا أمّةً بالفعل كما فَعَلَ بعضاً من شعراء الفصحى

 

التوقيع


ياشمعة الروح خوذي منّي العلم
....أرخي لي السمع ياشقرا الذوايب
واللّه مافيه شي اقسى من الظلم
....إلاّ فراق الحبايب للحبايب
يابسمة العمر بين الحرب والسلم
....تمضي سنيني وانا مذنب وتايب

عبدالله سماح المجلاد غير متصل   رد مع اقتباس