عساف المقبل
ــــــــــ
* * *
أرحبُ بك يَاصديْقي وَ شاعري .
:
ساحتُنا يا عَزيزي مَليْئة بَالمُفاجآت وَ الفَاجِعات ، وَ ليْس غَريباً - فيْها - أنْ تَتَبدّل المَهامُ وَ تُهْمل البَدائل ،
فَـ تَرى الذي لَم يَقْرأ شِعراً في حَياته مَسؤولاً عَن مَلفٍ شعريّ وَ مَن لا يعْرف القراءة أصلاً هُو رَئيس التّحرير ،
وَ لأنّه - كَما يقوْل المَثل الشعبيّ " العَوَر بديْرة العمْيان مفتّح " - أصبَحَ مَن يمْتلك صِفات القَارئ الجيّد للشّعر
كَـ التي ذكَرتَها " كل من قام بشرح نص شعري وتفسير مفرداته " نَاقدا ،
مَع أنّها شَرطٌ مَبْدَئيّ لقراءة الشّعر فَقط - أقوْل قراءته لا نقْده - ، لأنّ النقْد مَلَكَة وَ مَوهِبة كَـ الشّعر لا يُمْكنُ
اكْتسابهَا .
أمّا في سَاحتنا ، كُلّ مُتحدّثٍ عَن الشّعر ، ناقد ..!
فَمن أرّخ وَ اهتَمّ بتاريخ الشّعر سُمّي ناقِداً ، وَ مَن حَوّل القَصيدة مِن كلامٍ موْزون إلى مَنثور سُمّي ناقداً ،
وَ مَن حَفِظ بحُور الشّعر بِزحافاتها وَ عللهَا سُمّي ناقِداً ..!!
مَعَ أنّ كُلمَا طَرحهُ أولئكَ مُكْتَسَبٌ ، وَ بإمْكان سُكّان الأرض جَميعهم أنْ يفْعلوه ..
وَ فِي هَذا مَا يُنافِي مَلَكة النقْد وَ وَظِيفَة النّاقد .
،
لعلّ فِي نصّ [ كيمياء الغي ] للشاعر [ فهد عافت ] ،
مَا يُوْجزُ القَول فِي صِدْقِه عِندَما صَدَق فِي قَوله :
[ ماعلى الناقـد سوى انه ..
ياخذ آخر كلمتين ..
وكلما في السطـر الأول ،
و السفيـنه : " ناقة البحر الحزينه "
بعدها يسفك ثلاث أربع عبارات
ويثرثر في جريدة :
" مو قصيده " ! ]
:
عساف ..
شكراً بحبّ .