منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الأدب وجلابيب الشعر !
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2009, 09:06 PM   #1
حمد موحان
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حمد موحان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

حمد موحان غير متواجد حاليا

افتراضي الأدب وجلابيب الشعر !



إن الغلام مطيع من ( يؤدبه )
ولا يطيعُك ذو شيبٍ ( لتأديب )


لا تقتصر مفردة "أدب" على السرد القصصي أو الروائي ولا حتى على الفن المسرحي فقط،
فمنذ ولادة الشعر ونشأته اقترنت به هذه المفردة و على مدى أعوام كثيرة وقرون بعيدة ظل
حلم الكثيرون هو تتويجهم بهذه الكلمة التي لا يفقه معناها إلا الأديب فقط ، ولا أقصد في الأديب
بحديثي هذا نجيب محفوظ ولا حتى الجواهري الذي لم يحظى بها في رأي الكثيرين لكنه في كل
الاتجاهات أجبل أنه أول المتوجين بها ، ولكن أتطرق إلى من يسعى حثيثا في حمل لواء المفردة
وعرفه بمدى قيمتها , و ذكرت في مطلع ما كتبت بيت لنابغة بن شيبان يتمحور في حكمة تجأش
في رباط الأدب وتفسر كيف يخلق ويحول عليه الدوام ، ولقيت في هذا البيت الشيء الكثير من
الحكمة في تهذيب الخلق وكيف يمكن تبنيها منذ الصغر قبل أن يجبلها الهرم ، فعلى قرار الكثيرين
اللذين عرّفوها إلا أنا سأعرَفها على طريقتي ومن وحي نظرتي وإيقاني بها فهي مفردة : قليلة الكم
عميقة الكيف تتسنى لحاملها الكثير من الخصال الحميدة وهي لا تعطى لأي شخص إلا أن يكون مدركا
بنبله حازما ً في خلقه واعيا ومثقفا .
فعلى قرار الأدب الشعبي فقد خلقت الكثير من القصائد المؤدبة والمحتشمة بإسمه التي لبست عباءتها
السوداء وتزينت بحجابها الإسلامي الأبيض حتى فرغت من كثير المعاصي وجهرت بالقليل منها وعلى
سبيل المثال أذكر منها قصائد نمر بن عدوان ومحسن الهزاني و الجميل أحمد بن محمد السديري حيث
قصائدهم الغزلية ألبسوها ثياب العفة التي لبقت عليها ولم تكن فضفاضة ولا ممتدة ممزقة من أطرافها
يتخللها الهواء الفاسد حتى يعثي ما بداخلها ، ولم تقتصر الأمثلة على هذه الأسامي فقط بل وحتى لو
أتينا نقرأ لفهد عافت مثلا نرى غزله يحمل الأخلاق النبيلة والتشبيهات الجريئة دون الولوج منه بتجريد
جلباب القصيدة أو حتى المساس بشرفها ويروق لي تبنى قصيدة " الصورة" ، السلسة في تركيبتها و الجميلة
بفلسفتها ودونها بفطنة شاعر ورسمها بشكل هندسي عجيب وكأنه يقول يا ( هيك ) الغزل يا ( بلا )
وليس حكرا ًهذا الأمر على فهد عافت في حضرة أشبال الشعر من أمثال عقاب الربع وسعد زبن الخلاوي
وغيرهم الكثيرون ولكن ما هو دارج في أيامنا هذه و بإسم الأدب الشعبي هي بعض من ركاكة الألفاظ
التي بنأيها تمت ولادة العديد من القصائد الماجنة التي جردت من جلابيب الأدب و ( خربت) بيوت الشعر
حتى هوت أعمدتها وسقطت طوبا فطوبا على رأس هذه المفردة ، ولا أنأى بل أحزن من إدراج أسم شاعرا
أطربني حد الثمالة بجرأته ورصانة مفرداته وحزن قصائده إضافة إلى كاريزماه الجميلة والخفيفة التي تميز
بها فعندما نذكر أمسية البحرين نتذكر معها أحد فرسانها عبد الرحمن العادل الشمري وقصيدة يطوف الهوا
المكتوبة بلهجة شمالية تميل إلى اللدغة الشامية المسنودة ببيتين باللغة الكردية بفكر عراقي بحت .
فلا أنكر جمال القصيدة وروعتها وخفة ظل شاعرها المحبوب ولا أنسى أيضا سقوط ورقة حياءها
بحضور العديد من متذوقات الشعر في الأمسية والحاضرات خلف شاشات التلفزة .
وأيضا لو ذكرنا برنامج شاعر المليون
نقتفي ضمن هذا الأمر قصيدة الشاعر ناصر الفراعنة الذي رما فستانها هي الأخرى
عبر منفذ ليس فقط بشعراء أو شاعرات بل مشهد يرتقبه الجميع من رجال و نساء
و لا ننسى الأطفال اللذين لا يفقهون من الشعر شيئا سوى إنشاده متباهين بحفظ كمية
من القصائد وخصوصا المعقدة في التركيب التي شرع في إطلاقها الفراعنة ليقومون هم
بتردديها على مسامع العائلة ليحضوا بالتصفيق و التشجيع كرؤية المصفق له بأنه حفظ شيئا
من مجالس العلم ، متوالين بنظرية تقول إن "المجالس مدارس"




http://www.alsabahpress.com/ArticleD...px?artid=57997

 


التعديل الأخير تم بواسطة حمد موحان ; 08-26-2009 الساعة 09:10 PM.

حمد موحان غير متصل   رد مع اقتباس