[حاتم منصور]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


طابت أوقاتكم بكل خير أحبتي
وكل عام وأنتم بخير



سأذكر لكم قصه حصلت معي بتفصيل مؤلم

أتصل بي بالأمس أحد الشباب ويخبرني بأنه سيقوم بزيارتي لأنه يود السفر لخارج المملكه ،ولأنني أقطن على حدود دوله عربيه ،

يباح فيها محرمات لا تباح بمملكتنا الغاليه فرحبت به وأنتظرت قدومه ، وعندما وصل أستقبلته و ذكر لي سبب سفره ،

بأنه سبق وأن سُرق منه جهاز نقال خاص به ووجد هذا الجهاز معى سارقه

الذي جرى عليه حادث مروري مؤلم وتوفي في الحال من جراء الحادث نسأل الله السلامه ،

وبعد أن ذكر سبب سفره طلب مني أن أرافقه فوافقته وأنا لست مطمئنا ً، وسبحان الله شاء الله عز وجل في تلك اللحظه وجرحت يدي ،

فذهبنا سويا ً إلى المركز الصحي كي يُضْمّد جُرحي ، وعندما هممنا بالعوده للمنزل كي أعد نفسي للسفر معه سألته قائلا ً:

- هل ستتأخر في سفرك هذا ..؟؟

قال : أريد أن أسترجع جهاز هاتفي النقال وأذهب إلى (حانه كي أشرب الخمر)

هنــا أنا صعقت رائع يستقبل شهر رمضان بشرب الخمر

فقلت له : من هنا أنا لست رفيقا ً لك في سفرك

فقال لي : لماذا ..؟؟ والدهشه تعلوا جبينه

قلت له : أنا رجل مسلم وأعتز باسلامي ولا أشرب الخمر ولا أرافق شاربي الخمور

فرد بالحرف الواحد : أحييك فأنت رجل منضبط

فودعته وأعلم أن نصحي له لن يجدي بفائدة ً تذكر

وبدأت أتفكر في أمره

أليس ذاهبا ً ليأخذ جهاز هاتفه النقال من سارق توفاه الله في حادث مروري خارج الديار ....!!

ألم يعتبر من أمر السارق ...!!

ماهو مفهوم الإنضباط بالنسبة له ...!!

وهل وعيه الذي أدرك بأنني منضبط ورجل محافظ على مبادئ ديني وتعاليمه لا يرشده للطريق الصحيح ..!!

عجيب أمر شبابنا ومامدى ثقافتهم لدينهم وثقافتهم عند ذهابهم للدول الآخرى ، وكأن الإسلام ومبادئه وقيمه موجوده في

حافظتهم الشخصيه مرافقه لبطاقة الهويه الخاصه بهم ,

تلك المبادئ والقيم التي يتبعها الغرب ويعتزون بإتباعهم لهذه المبادئ والقيم ويدّعون أنها من مبادئ دينهم وتعاليمه ،

فشبابنا متى ماشاءوا الخروج لأي دوله سواء عربيه أو غربيه أخرجوا حافظتهم الشخصيه وأخرجوا بطاقة الهويه والإسلام معا ً

ووضعوا كلاهما في منازلهم وذهبوا وأجتهدوا في المعاصي وفي نقل الصوره الغير حقيقيه والسيئه لأبناء الإسلام وأبناء وطننا الغالي

والمصيبه إن سئل أحدهم في الخارج عن تاريخ دولته والأماكن المقدسه وعن تاريخ الإسلام وعن الحضارات الموجوده لدينا

لايعرف شيئا ً سوى وهو المهم أنه يحفظ أرقام هواتف أشخاص يساعدوه إن حصل له مكروه في الخارج كي يدروا عليه المال

كي يعود سالما ً (هذا إن كان سالما ً)إلى أرض الوطن وترك خلفه بصمة عار وخزي عند أبناء الدول الآخرى


ملاحظه: أنا أبرئ إلى الله من هاؤلاء أن يكونوا لي أصدقاء أو حتى أصحابا ً إلا إذا تابوا وعادوا إلى رشدهم

وليس لدي سوى سؤال واحد يطرح نفسه

إلى متى ...؟؟


حـاتـم