من حقك أن تحب وتغار على من أحببت وتحوطه بعين رعايتك وهالات من حبك وخشيتك على ضياعه من بين يديك .. ولكن حين يتخلى عنك فلستَ مطالباً بالركض خلفه أو السعي لإثبات أنه الخاسر من فراقٍ صنعه بيديه ..!
,
نسمع كثيراً عن حوادث مؤلمة لم يكن لها سبب إلا الغيرة المجنونة التي التحفت بغطاء الانتقام بدعوى الحب .. البعض ينتقم لنفسه منها .. فإما انتحار أو تشويه لخلقته اعتراضاً على ما كان من أمر محبوبه السابق وعدم قبول لوصفه [ سابقاً ] .. وآخرون يلجئون إلى التعرض بالاعتداء والتشويه والتشويش للطرف الثاني .. كالقتل أو التهديد محدثاً قلقاً نفسياً وحالة مزمنة من عدم الاستقرار وفقدان التوازن وغيرها من المشاهد المؤلمة التي تعجب كيف يمكن أن تصدر من بشر ميزهم الله بعقلٍ يميزون به الخبيث من الطيب ..!
كان آخر حوادث الغيرة المؤلمة ما شهدته منطقة الجهراء الكويتية قبل أيام .. تلك الفاجعة التي راح ضحيتها أكثر من 40 سيدة و7 أطفال حسب الإحصائيات الأخيرة حتى لحظة كتابة المقال .. هذه الحادثة التي ارتكبتها [ طليقة ] العريس – وضع تحت طليقة مليون خط – ارتكبتها بدافع الغيرة والانتقام من رجل تزعم أنه أساء معاملتها حال ارتباطهما ليطلقها في النهاية ويتزوج بامرأة أخرى ..!
أي عقلٍ ملكته حين أرادت إفساد حفل الزواج بقنينة بنزين تقذفها في أطراف خيمة مليئة بالنساء لتقول بعد ذلك أنها لم تتوقع أن يصل الأمر إلى ما صار إليه ؟! أي غيرة تلك التي راحت ضحيتها نساء لا ذنب لهن إلا أنهن شاركن في حفل زفاف امرأة لاجرم لها إلا قبولها الزواج برجل طلق امرأته ؟ رجل لم يخالف شرعاً ولا قانوناً بزواجه ؟!
حادثة مؤلمة .. قليل وصفها بكارثة أو فاجعة .. كل المفردات تتقزم أمام هذا المصاب المهول الذي هزَّ المنطقة .. الحادث الذي كان لا بد أن يحدث لتفضح العيوب وتتجلى الأوضاع التي تحتاج الإصلاح منذ زمن .. الإصلاح الذي دفعت ثمنه 46 سيدة و7 أطفال و75 جريحاً ..!
اللهم ارحمهم واغفر لهم وتجاوز عنهم وأسكنهم جنتك ..! 
لامبرر .. لاعزاء ..!