منال يا منال ,
لو قُدر لي بإطلاق آهةٍ عالية تمور بظلم الأرض وتضطرب لوجعها السماء
ويعتدل بعدها محور كل أعوج ,وأموت واقفة بالنهاية في حزني ,لفعلتها ..!
مقدار إنش واحد ممن أثقلوا كاهل الكراسي قادر على تعديل بعض أفكارنا ,وتغيير رؤانا يامنال ,
مراقبة عينان تزيغ بألمها بين وجه وآخر , وتخفي خلفها بحر من الأحلام يغرق في عجزه رويداً ,
تشبه تناوب عجلات السيارات على وردة ألقتها يد عابثة في طريق سريع ...
أذكر تماماً تفاصيل طفل ,بالكاد يفتح فمه غارقاً في لعابه ,مبللاً بسؤال وهو يراقب طفلاً يلاعب بالون :
" متى سأركض مثله " ..؟
سؤال حاد , والإجابة عنه لابد وأن تكون على غرار: " حينما تكبر أكثر يا ولدي "...
هكذا ,
نحتاج في التعامل معهم لدس جرعات من الأمل في موائدهم ,
نحتاج منحهم أهدابنا ليجربوا التحليق بها ,
نحتاج تعليمهم بأن قيمة الإنسان لاتتعلق بأقدام قد تضمر يوماً , ولابيدين قد تذوي ,
قيمة الإنسان في عمقه , في مايلمع به جوهره ..
يا صديقتي ,
محكومون بالموت قبل أن يجربوا مشانقة ,
محرومون من الحب ,لأن الحب أخذ شكل الأجساد الكاملة ,
والهنادم الثمينة , والوجوه المغطاة بطبقة من الألوان ...
الحب صام منذ زمن عمن لا يستطيعون رفع سراويلهم بأيديهم ,
وأفطر على نفاق من يصلحوا ياقتهم لقبلة حبيبة عابرة ..
منال ,
ثمة علاقة بينكِ وبين السكينة التي تحل عليّ كلما قرأتكِ ..
تعرفين كيف تجمعين الصدق في باقة وتتركينها على بابي ,,
وبالأزرق تؤكدين روحانيتك ,وسموكِ , ونقاءكِ ..