في لوحة رثة رسمتها وأنا بعمر الست براءات , رأيتك تبزغ من صلب الشمس, في منظر رتيب بين جبلين
متقاربين؛ لتطل بصفرتها المشوشة التلوين على كوخ متهالك, يغريه نهرٌ له مبدأ مجهول بين الناشزين عن صمت الأرض , وبنهاية معلومة في بركة موغلٌ عمقها تنتظر عند أعتاب الكوخ الذي يشبهني ..
رأيتك تعطي للوحة حقوقها , ترتب الألوان , تسدي للرسومات معروفاً وتحددها بالحياة , متمكناً من التحكم في سطوع ابتسامات الحشائش , قادراً على ابتكار ربيع آخر يمتد من تلك الشخبطات العشوائية حتى قلبي ..
ماكان ممكنناً أن أنتبه لك لو أنني لم أرسم تلك الشمس بنفسي , كمن استودع فيها كل طاقات أحلامه وهو يعرف بأنها ستتشكل أقداراً لاحقه ..
جميعهم شاركوني مسك أقلام الرصاص , كلٌ على شاكلته أتقن مايشببه ,
أحدهم زين لي صدره سهلاً شاسعاً أخضراً كقطعة من الزبرجد, متأخراً اكتشفتُ بأنه كان متواطأً مع السهام لتحل دور الحشائش !
الآخر ,
أدرج القصائد نهراً يصب على أعتابي , ناولني غيمة , أجلسني على قوس قزح , طوى لي ضفتيه وصنع لي بهما زورق أبيض كلون نيتي , أخذني به لحواء الأولى وهناك في الخلاء أخبرني وهو يحاول اقتحام شفتي ,
أنها ليست إلا أنا في نسخة متقادمة ..
وهناك من مال بجبروته للجبال , وجهها المقابل شيء والبعيد شيء آخر يطل على كوخ آخر بمعايير أكثر تهالكاً أو أقل , لاتحدث فرقاً واضحاً مادامت
الجبال تعلمت القفز بقممها على ريحين ...