منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - (( نِثـَـــارُ وَدَع 2 ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2009, 03:55 AM   #672
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي




في لوحة رثة رسمتها وأنا بعمر الست براءات , رأيتك تبزغ من صلب الشمس, في منظر رتيب بين جبلين
متقاربين؛ لتطل بصفرتها المشوشة التلوين على كوخ متهالك, يغريه نهرٌ له مبدأ مجهول بين الناشزين عن صمت الأرض , وبنهاية معلومة في بركة موغلٌ عمقها تنتظر عند أعتاب الكوخ الذي يشبهني ..
رأيتك تعطي للوحة حقوقها , ترتب الألوان , تسدي للرسومات معروفاً وتحددها بالحياة , متمكناً من التحكم في سطوع ابتسامات الحشائش , قادراً على ابتكار ربيع آخر يمتد من تلك الشخبطات العشوائية حتى قلبي ..
ماكان ممكنناً أن أنتبه لك لو أنني لم أرسم تلك الشمس بنفسي , كمن استودع فيها كل طاقات أحلامه وهو يعرف بأنها ستتشكل أقداراً لاحقه ..
جميعهم شاركوني مسك أقلام الرصاص , كلٌ على شاكلته أتقن مايشببه ,
أحدهم زين لي صدره سهلاً شاسعاً أخضراً كقطعة من الزبرجد, متأخراً اكتشفتُ بأنه كان متواطأً مع السهام لتحل دور الحشائش !
الآخر ,
أدرج القصائد نهراً يصب على أعتابي , ناولني غيمة , أجلسني على قوس قزح , طوى لي ضفتيه وصنع لي بهما زورق أبيض كلون نيتي , أخذني به لحواء الأولى وهناك في الخلاء أخبرني وهو يحاول اقتحام شفتي ,
أنها ليست إلا أنا في نسخة متقادمة ..
وهناك من مال بجبروته للجبال , وجهها المقابل شيء والبعيد شيء آخر يطل على كوخ آخر بمعايير أكثر تهالكاً أو أقل , لاتحدث فرقاً واضحاً مادامت
الجبال تعلمت القفز بقممها على ريحين ...

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 07-31-2009 الساعة 04:00 AM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس