أسوار(2) الصعود إلى الهاوية
عرض قديماً فيلم مصري بطولة محمود ياسين وجميل راتب ومديحه كامل بعنوان الصعود إلى الهاوية وهذا الفلم كعادة
أفلام تلك الفترة الداعية إلى الانحلال والثائرة على العادات والتقاليد الفاضلة وتسفيه العوائل التي تحمل تاريخ (الباشاوات) .
وفي هذه الأيام يعرض مسلسل سعودي (بالتبني) باسم (أسوار 2 ) ولن أتكلم عن الممثلين فأنهم لا ناقة ولا جمل لهم
في هذه الحرب !!
بل النوق والذوق للكاتب حسن عسيري وأرباب (mbc)، فحسن عسيري بدأ ممثل سخيف ولا يزال يمارس نفس السخف،
وما تغير بالأمر أنه شغل مخه قليلاً ولعب على ما يعتبره البعض ممنوعاً ويعتبره البعض الآخر واقعاً ولابد من الحديث
عنه.
ففي مسلسله الأول ( أسوار 1 ) قدم ثورة بسيطة على الفضيلة بحيث أن المسلسل تمحور حول فتاة سعودية تغرم بعشق
السائق ويحصل الخطأ بينهما ويقتلها أخيها أو يخيل له قتلها هذا كل ما في الأمر ، ولكنني أرى أن الجميع أستقبله
استقبال الفاتحين وأفردت له الصفحات واحتضنته كبرى القنوات وقدمه تركي الدخيل في برنامجه الأسبوعي (إضاءات)
تقديم الكاتب الذي أقام الدنيا ولم يقعدها أو الثائر الذي لن تهدأ الجماهير بعد خطابه !!!
وبعد ما رأى الكسب الغير متوقع من شهرة ومادة قدم لنا مسلسله السخيف الحالي (أسوار 2 ) جامع به كل سيئة مارسها
فرد أو جماعة في السعودية أو في خارجها شاذاً أو سوياً ومقدماً لها كواقع سعودي يحدث داخل أسوار البيوت !!
ومتهماً كل المعارضين أنهم ممن يصمون آذانهم ويغمضون أعينهم عن الواقع، ولا يملكون الشجاعة التي يملكها هذا الفتى
الهمام الذي بطرحه السخيف الغير مقبول عرفاً ومنطقاً يقول أنه يقدم مشاكلنا ويطرحها على طاولة النقاش.
دعوة نقاش وتحاور:
وبما أن النقاش مسموحاً به دعونا نتناقش أو نناقش هذه الفئة التي أصبحت تشكل ظاهرة ولابد الحوار معها أو التصدي
لها عن طريق الحوار الهادف.
ففي الآونة الأخيرة للأسف ظهرت فئة تأتي بالشواذ التي تمارس بخفية أو على نطاق ضيق جداً أو أنها لا توجد أو
لا تكاد تذكر وتضعها تحت المجهر حتى تقنع مجموعة من العقول أن هذا هو الواقع ولا مجال إلا أن نعترف أن
ما يوجد في أي بقعة بالعالم لابد من وجود مثيله بالسعودية .
ومع علمي الأكيد أن الاعتراف بالمشكلة هو أول الحلول وأنا هنا لا أناقش هذا الأمر،بل أناقش عملية تفخيم الشواذ
المنبوذة وجعلها مسلمات وصلت مرحلة الظاهرة التي لا صمت أمامها !!!
ختاماً :
من يتكلم بقدسية المجتمع أنا ضده ومن يتكلم بفساد المجتمع وانحلاله فأنا ضده أيضاًً، وفي الوقت نفسه لا نحتاج لكلا
المتكلمين لكذبهما ولخطرهما على المجتمع .
وما نحتاج إليه من يطرح القضايا المهمة والهامة لرجل الشارع البسيط بأمانة وصدق وهدف نبيل سامي ، لا لحقد ولا
لعرق ولا لفئة ولا لمادة (ولا لمسح جوخ) .
سؤال : لماذا كل ما يتحدث عن المجتمع السعودي ينال جل الاهتمام والأضواء .