إلى رؤى....
ملامحكِ الغاضبة لأجلي غدت سنديانة كبيرة يستفيء بها حنيني ....
في كل مرة كنتِ تحضرين وتركلين أمامكِ الظل,
أعلم بأنهنّ خلف غيابي وحضوركِ المرتبك, يقمن وليمة كلامية على شرف غفلتي ...
لطالما عرفتُ بأنكِ تبذرين ولاءك لي قرباً تلو قرب...
لطالما عرفتُ بأنكِ تختارين صمتي على ثرثراتهنّ ..
ورثاثة هيئتي على فخامة هنادمهن , وحقائبهنّ ..
أذكر تماماً حين فاجئتني بأثمن شوق بعد سفر, " هاتف مذهب "...
وحصدتِ غيرتهنّ عن قصد , لإيمانك المطلق بقلبي ...
قلتِ في البطاقة المموسقة :
( كوني أنتِ , بتمردكِ الصامت , برفضكِ الرقيق , كوني كغيمة ليست لأرض ,وأنا دوماً بجانبك )...
ضممت البطاقة ونذرت وفائي لكِ كأكثر مايكون ,
أنتِ فقط التي مدت لي حبلاً لتنتشلني من بئر العزلّة الاختيارية , وأضاءت في جبيني شمعة حين ذوت الفتائل....
وحدكِ التي آمنت بي كإنسان , وجعلتِ المساحة تحت أضلعكِ خيمة لتشردي ...
وحدكِ التي أدركت بأني حليمة للحد الذي قولبني في قالب ضعف يدعمه صمتي العميق...
رؤاي.....
ومازلتِ تثبتين أن لعنة الأسماء , و الحاجز بين " فصليين " لا يعرقل مرور الوفاء ..
ابتسامة عريضة :
الفتاة التي اجتمعنا على ضفيرتها , وزينّها بألوان شتى من الصلصال والشّغب في محاضرة مملة ,
جمعني بها طالع واحد في قاعة جامعية واحدة , تجلس أمامي كما كانت
غير أنها باعت ضفيرتها لزوجٍ يعشق التسريحات القصيرة والشعر الملون كما سمعتها تحكي ...
ومازلتُ أحتفظ بشعري وبكِ على كرسيّ جانبيّ فارغ ...