تقول الشاعرة بسمة الخالدي
عز الله ان صمتي صخب
خطوات دربي ما تميل ..
حزني متاهات و غضـب
فرحي نسايم من عليل ..
صحيح انـا جـدا أحـب
لكن .. احب المستحيل ..!
هذه المقطوعة الشعرية توقفت عندها وأنا أحاول قراءة بعض الأشعار في الشبكة العنكبوتية . .
إنني الآن بصدد قراءة مركزة لشاعر كنت أفكر بالكتابة عنه , وها هي الفرصة واتتني , لكنني أمام هذا التفكير أحاول الهروب لأي شيء آخر , إما القراءة , أو الكتابات السريعة , وذلك من أجل الشعور بالاسترخاء النفسي والتأمل الفكري فيما بعد , لمواصلة الكتابة بعد ذلك .
قرأت هذه الأبيات للشاعرة بسمة الخالدي , فتوقفت عند هذا النفس الشعري الصاخب الصامت , الصاخب في إيقاعه الموسيقي المتسارع , والصامت في تكثيف مفرداته الدالة على هذا التداعي " صمتي – متاهات – عليل - المستحيل " محاولا الابتعاد عن الجو الحركي في النص , والذي من الإمكان الوقوف عنده كصخب وخطوات وفرحي وحزني وأحب , التي تدل على نقيض الصمت رغم الخلاف فيما بينها من حيث التوظيف , وهذا يدل على أن هذه المقطوعة الشعرية من الممكن أن تُقرأ على أكثر من وجه , لكنني فضلت الرأي الأول , ولعلني بحاجة إلى الهدوء في هذه الظهيرة , الأمر الذي انعكس علي من دون أن أشعر , لهذا انسقت مع هذا التوجه .
حينما رجعت للكلام السابق , توقفت عند إصرار الشاعرة على تحديد الموقف " عز الله إن صمتي صخب " , هذا التحديد جعلها تنساق وراء تداعيات المشهد الشعري في النص رغم قصر نفسه , محاولة تبرير هذا الموقف من كونها امرأة تحب المستحيل للخروج من هذا التنازع الذي وضعت نفسها فيه
حزني متاهات وغضب
فرحي نسايم من عليل
الذي وقع بين إصرارها على موقفها كما في البيت الأول , واستسلامها للتبرير الذي ارتضته لنفسها في البيت الثالث من هذه المقطوعة
الشيء الملفت للنظر وهو بخلاف العديد من نصوص الشاعرات , أن الشاعرة لم ترتبط بأي أسلوب بلاغي ساذج , تاركة المجال مشرعًا للصورة الشعرية في هذه المقطوعة , لملء الفضاء الروح للمتلقي بعد ذلك , لأن الشعر الجيد هو ذلك الشعر الذي يمزج بين الخيال والعاطفة , وفي هذه المقطوعة كانت الشاعرة مع العاطفة رغم ما بها من صخب , إذ أن حضورها كان أكثر من الخيال الذي تراجع لحساب النفس العاطفي , هذا النفس الذي لوّن الأبيات بهذا اللون الشعري الجميل