صبا الكادي
مؤلم والله هذا الحال , ولا يعلم مثل هؤلاء مدى تهاونهم إلا حين يفقد أحد أطفاله ولا يجده حينها يعلم ما الخطيئه التي إرتكبها بحقهم , ويبقى الشعور بالألم والندم ملازم له ُ طيلة حياته بين بحث وشك وهم وغم , قبل سنه تقريبا ً يا صبا كنت خارجا ً من البيت في السابعه صباحا ً متجها ً إلى البحر وهي عاده كانت ملازمه لي في ذلك الوقت يوميا ً , فتخيلي في السابعه صباحا ً أجد طفلين ( بنت و ولد ) يقومان بقطع الشارع الرئيسي أمام عزيز مول في جده , البنت تبكي والولد يتلفت حوله ُ وكأنه ُ يبحث عن شيء ما , الطفلين يا صبا لم يتجاوزا الرابعه من العمر , توقفت وكلي استغراب وسألتهما إلى أين يذهبان , فأجابني الولد أنه ُ ذاهب للبقاله , فسألته ُ عن أهله قال لي في البيت , فسألته ُ عن البيت فبدا لي أنه ُ لا يعرف أين منزله بإشاراته العشوائيه , فأخذتهما في السياره ويشهد الله أن بهما من الحُسن والبراءه والطفوله ما يـُغري لأي من لا يملك قلبا ً بخطفهما , تخيلي تجولت معهم من الساعه السابعه وحتى الساعه التاسعه والنصف وأنا أدور في المنطقه لعل الولد يرشد إلى بيته , حتى وصلت إلى المخازن الكبرى وهي بعيده مسيرة ربع ساعه على الأقدام تقريبا ً من المكان الذي وجدتهما به , فإذا بالطفل يقول لي هذه ِ المخازن الكبرى فعلمت أننا قريبون من المنزل , ولنصف ساعه أخرى وأنا أدور بالمنطقه حتى عثر الولد على المنزل وأنزلتهما وصعدت معهما إلى الطابق الثاني كما أشار إلي وطرقت الباب فإذا الوالد والوالده أيضا ً لا يزالان نائمان وباب الشقه مفتوح , وحين استيقظا وأبلغتهما بالأمر , قام الوالد بضرب الولدين وشُكري دون أن يـُبدي الإهتمام الذي كان من المفترض أن يبديه , وأقسم بالله أنه ُ وزوجته ُ كانا الأحق بالضرب من طفليهما , إذ كيف يـُترك باب المنزل مفتوحا ً لهما , مؤسف والله أن يكون الأهل بهذه ِ القلوب القاسيه والغير مباليه .
لك ِ كل التحيات يا صبا وشكرا ً على الطرح الجميل واعذريني على الاطاله