سَكْرَة [ 5 ]
دَقْتُ السَّاعَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ، كَانَ الصَّمْتُ سَيّدَ المَوْقِفِ حَتَّى الشَّوارِعُ كانَتْ فِيْ غايِةَ السُّكُوْنَ ،ضَوءُ القَمَرِ يَسْطَعُ مِنْ خِلالِ الشُّبّاكِ المُسْتَديِرِ ، وقَدْ ارْتَسَمَتْ عَلى شَفَتِيْ نَاسِيَة وَمُتَناسِيَة قُبْلَة صَيْفِيَّة.
قُبْلَة صَيْفِيَّة هَلْ هِيَّ ..؟ سَرابُ الرُّقْادَ ، إِغْفَاءة بَيْنَ صَحَويْن ، لَسْعِ رَبِيعِيْ معْسُوْل ، مَنْفَى خَرِيفِيْ مَالِح !
تَتَوهج الصَّورَة يَتْردد المَاضِيْ البَعِيد ، أشْعرُ بالْغَثَيان ! بَذرَة لمْ تَتَحرّك فِيْ أحْشائِيْ لِتُحركَ الزّمنُ ، والقَمَر اخْتَفى يَبحثُ عَنْ !
وَارث عِناده بَهائِه ، وَارثْ صَمْت اشْتِهائه
وَارث طَعْم جَنوْنه ، وَارث فَضاء خلْبه
وَ كَأنهُ يَحْتَدم لِيَوْقظْ شَهَوة المَوتٍ والمَوتى !
بَزوغ أُمْنِيَة فِيْ رَماد المُوْسِيقىَ اللَيْلكِيَة عَلَى المِياهُ ، كَكَأسِ خَمْرٍ أشْرَبهُ
هُبُوْب ليْلَ حَزيْرانَ اللاّهِبَة تَرْتَجِفُ داخِلَ رِدائِها الأَبْيَضِ ..!!