أخي سالم
أولاً أشكرك على هذا التقديم المفيد ،وأنا حقيقة لم أكن أعرف بقصة نوكيا وشكراً لك لهذه الإفادة.
وبالنسبة للساحة الأدبة ومستودع المتسلقين والمرضى النفسيين ، أحب أن أقول لك أن الأدب في هذا العصر عبارة عن مافيات مسلحة بالإعلام ، أي نحن نعاني من دكتاتورية الأسماء ، وصدقني عن كثب واطلاع أجد الطاقات الإبداعية في كل ما هو مهمّش ومُستبعد عن الساحة ، بكل حال هذا العصر مأزوم وقاحل ، أما الشعر وتعريفه فعليك أن تعلم أن هذا التعريف القاسر الذي أمة ، أتى به قدامة بن جعفر لهو فقير ومصاب بعاهة مستديمة لأن النظم يستطيعه أي إنسان ، ولو قست ذلك على الطرب الشعبي الموزون لوجدت كل من هبّ ودبّ يغني ويكتب أغاني الطرب ، إذاً المسألة ليس بالوزن ولا القافية ، هناك معطى وتنظير نقدي للإبداع كتبه أعظم النقاد والباحثين عن سيرورة الإبداع ، فيذهب ابن قدامة والخليل إلى الجحيم لأن الإبداع لا يحده وصف ولا تعريف ، والإبداع لو حللنا المفردة لغوياً سنجدها تعني الإتيان بالجديد من لا شيء ، ومنه الله تعالى الذي أبدع الخلق وأوجده من لاشيء ، وهذا المعنى اللغوي للإبداع ، فإذا سمينا الأدب إبداعاً فعلينا أن نحترم معنى المفردة ونأتي بالحلق الأدبي واللغوي وتفجير الطاقة الخلاّقة إلى مستوى يرقى به باتجاه الإبداع ، ودعنا هنا في هذا المنتدى مع الاعتذار والاحترام للجميع ، أنا وجدت كثيراً من النصوص الإبداعية مهمشة جداً ، على الرغم من اني وبرأيي وجدت نبذات إبداعية توحي بعمق الفكر ، إلا أن البعض يركّز على أسماء معينة ويتجاهل البعض ، ولو بحثت بالأمر ستجد أننا ننادي بالتعددية والحوار النقدي الحر البنّاء ، والحقيقة نحن بكل أسف نسوّق للفردية والدكتاتورية دون وعي ، وهذا دأب معظم الساحات الأدبية ، إلا أن هذا المنتدى له عبق مميز وحراك ثقافي جميل ومبدع بالإضافة إلى منظمات ومنتديات لا أريد ذكرها هنا ، وكل ما أريد قوله أن الشعر والأدب يا أخي لا يحده تعريف ولا وصف ، ولا نظرية من شأنها قتل الطاقات المبدعة ، ومع الأسف امتلأت الساحة كما قلت لأنت بكل أصناف الأوراق الفارغة من الفكر والإبداع ، لكنني لست مجحفاً بحق احد بالتعبير عمّا يدور بشعوره ، على العكس أنا من المشجعين لكل موهبة لدفع عجلة إبداعهم إلى الأمام، وعلينا ان نحترم أن النص بدر من روح غنسانية وحاجة روحية بالدرجة الأولى.
والحديث يطول ، لذلك اسمح لي بالتوقف أيها القلم النابض والفكر الساطع.
يروق لي جداً طرحك الأفكار التي تحرّض على البحث والقول ، وهذه إبداع منك ، وحقيقة تأتينا بالجديد والقيمة الكامنة ، ولولا طرحك العذب البنّاء لما وجدتني أرد عليك برأيي الشخصي في هذا السياق.
وأعتذر إذا وُجد عثرات إملائية ، وأنت تعرف وضع الرد ومشاكل الكيبورد في زمن مزدحم.
دمت بخير وعطاء وتميّز يا سالم فأنت أهل لذلك.