منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شعراء الساحة .. للتقبيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2009, 11:53 AM   #1
سالم عايش
( كاتب )

افتراضي شعراء الساحة .. للتقبيل




شعراء الساحة .. للتقبيل


بعد مئة عام على تأسيس شركة نوكيا في العام 1865م، ونتيجة لاتحاد ثلاث شركات، تحولت نوكيا إلى إنتاج أجهزة

الهاتف المحمولة، لتحتل اليوم مركز الصدارة متفوقة على أقرب منافسيها بفارق كبير.

العديد من الشركات العالمية التي تحتل مكانة متقدمة في الترتيب العالمي، لها قصص طريفة ومتنوعة وبدايات متعثرة، فقد

يكون التأسيس والانطلاق بعيداً تماماً عن المجال الذي تعمل به حالياً، وهذا ما حصل مع عملاق صناعة أجهزة الهواتف

المحمولة "نوكيا"، تلك الشركة التي تعود جذورها إلى العام 1865م، عندما أسس المهندس الفنلندي فريدريك إيدستام

شركته الخاصة به على ضفاف نهر نوكيا، حيث اتخذ من هذا النهر اسماً لشركته، التي كانت تصنع الأخشاب والمناديل

الورقية.

والملاحظ من قصة نجاح شركة نوكيا أنه تولاها رئيس تنفيذي رأى أنه لابد من تغيير النشاط فالعمل في صنع الأخشاب

عمل له قيوده ، ففي بعض الأحيان يسمح لهم بدخول الغابات لقطع الأشجار وفي أحيان أخرى يتم منعهم، فعمل دراسة

وغير النشاط إلى أكثر من مجال إلى أن رأى أن سوق الاتصالات سوق واعد ومبشر فدخله وكان حليفه هو والشركة

النجاح التاريخي .

وقصة النجاح هذه لم آتي بها للتسلية أو ضرباً من ضروب الأحاجي بل أتيت بها لإسقاطها على واقع الساحة الشعبية الذي

يعيش طفرة غير مسبوقة في أعداد الشعراء الذي يتنامى يوماً بعد يوم ، ويستحق أن يدرس بدراسة وافية عن الأسباب

والمسببات والمستقبل وأنا بدوري البسيط قمت بنظرة أولية وسريعة لهذه الأعداد ، وخرجت بانطباع شخصي وقلت إن

نجحت هذه الأعداد جميعاً فستكون كارثة فكم نحتاج من الأوسمة كي نضعها على صدورهم وكم نحتاج من القاعات كي نقيم

الأماسي لهم وكم نحتاج من القنوات الفضائية التي ( سنلوث بها الفضاء ) سنستضيفهم بها ونسمع الجمهور آخر

قصائدهم ، وهذا الاحتمال الجميل في حالة النجاح ولكن في حالة عدم النجاح ( وهذا ما سيحصل عما قريب إن شاء الله )

فسنرى ازدياد في أعداد المرضى النفسيين وبعض الحالات الأخرى الغير لائق ذكرها، وهذا الأمر عائد إلى أن هؤلاء

الشعراء كرسوا جهدهم ووقتهم لخدمة الشعر وبناء مواهبهم وتركوا أساسيات الحياة التي قالوا أنها ستأتي بعد الشهرة

صاغرة لا طواعية !!!

وبعداً عن هذا المصير المأساوي لثلاثة أرباع الشعراء فأنني أنصحهم بالاستفادة من قصة نجاح شركة نوكيا والبحث عن

النجاح في موهبة أخرى أو مكان آخر فالشاعر الذي يرى أن جسمه رشيق ويجيد لعبة كرة القدم ولم يتجاوز الثلاثين

فليتجه نحو النوادي، ومن يرى في نفسه أنه لديه طاقة زائدة فليتجه نحو المصارعة الرومانية، ومن أحب لوحة

( الموناليزا ) في يوم من الأيام فليذهب إلى المعهد ويقول أنا خليفة ( دافينشي ) فأعطوني الألوان وفجروا العملاق في

داخلي ، ومن يرى أنه أبتلي بصفة الكذب ويحب ان يتركها ويستفيد أيضاً فليقرأ كيف تكتب الرواية ويصبح

روائياً لأن الكذب في الرواية يسمى ( فانتازيا ) ولا أحد يعيبه عليه ، والأمثلة كثير في ذلك المهم أن يتجه نحو

ما يرى أنه سيبدع به.

ختاماً:

تعريف الشعر يقول: أنه الكلام الموزون المقفى، ولكن هل كل من يجيد الوزن والقافية شاعراً ؟

وما أعلمه ان جميع أبناء البادية يجيدون الوزن والقافية وقليل منهم من لم تجد في ذاكرته قصيدة أو قصيدتين كتبها في

لحظة من اللحظات ولكنه لم يطرح أسمه كشاعر.

وما أراه ان الشاعر هو من توجد لديه الموهبة التي شهد لها الجميع وألحوا عليه أهل الاختصاص بضرورة النشر

علاوة على أنه يحمل فكر يرغب بتعميمه أو الدفاع عنه من خلال ما يملك من موهبة .

 

التوقيع

تجارتي أن أقول ما أعتقد .. فولتير
لمتابعتي على تويتر : salem_ayesh

سالم عايش غير متصل   رد مع اقتباس