منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [انحناء الضوء لحنايا نص.. ( 1 ) ] رِيح : فِي مَهَبّ وَرَقَة / لــ خالد صالح الحربي
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2009, 04:49 PM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

الصورة الرمزية إبراهيم الشتوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 402

إبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعةإبراهيم الشتوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي [انحناء الضوء لحنايا نص.. ( 1 ) ] رِيح : فِي مَهَبّ وَرَقَة / لــ خالد صالح الحربي



أحبة أبعاد أدبية ..
هنا سينحني الضوء لمصافحة حنايا نصوصكم شعرا / نثرا
في رؤية متواضعة بسيطة لعلها ترتقي لما تسكبونه من إبداع وإمتاع في أروقة أبعاد أدبية ..
فشكرا لحضوركم مسبقا وعطرا لقلوبكم دائما .


* * *

( الزمكانية ) .. في نص رِيح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .


ِريح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .
( آه ) لَو رَبّي خَلَقْنَا أغْنِيَاء ؟!
ــــــــ أو خَلَقْنَا وْ لاَ خَلَق هَذَا الرّصِيف !
مَا حَيينَا بْكَنْز وَعْد الأتْقِيَاء
ــــــــ وْلاَ فَنَينَا وْ عِزّ الأشجَار الخَرِيف .
فِي رْقِبْتِي دِين كُلّ الْبُؤسَاء
ــــــــ مِن رَغِيف الهَمّ / للهَمّ الرّغِيف .
شَاعِرٍ يَحْطُب من الصَّحْرَاء مَاءْ
ــــــــ يْتَسَلّق بَرْق .. لَو مَا لِه رِفِيفْ !
مَاعَرَف مِن هَالنِّسَاء إلاّ النِّسَاء
ــــــــ وْلاَ نِسَى مِن هَالمَعَارِف غِير " كَيف ؟!"
قَال : و العُمْر يتَمَاثَل للفَنَاء
ــــــــ وكَان صَوت اليَاس بالخَارِج حَفِيف .
أنْجِبَتْنِي أُمّي بْدِفءْ الشِّتَاء
ــــــــ واقْبَرَتْنِي بَسّ مَدْرِي بأيّ صَيف !
بَعْد مَوْت اثْنِين أعْلَنت البَقَاءْ
ــــــــ الأقَلّ الدَّمّ ، وَ الأكْثَر : نَزِيفْ !
عَلّمُوني بالمَدَارِس إنّ " ياء "
ــــــــ تَجْعَل من الكِبْر مَفْهُومٍ لَطِيفْ !
وفَهمُوني بالشَّوَارِع إنّ " لاء "
ــــــــ شَيء يَجعَل هالوَطَن جِدّاً مُخِيفْ !
كُلّ هَذِي الأرض مَا تَصْلَح حِذَاء
ــــــــ وكُلّ هَذي الخَيل مَا تَنْفَع عَسِيفْ .
مَا حَيَا مِن حِلْم إلاّ والرِّثَاء :
ــــــــ يَسْتِرِه فِي ثَوبِه الرّثّ العَفِيف .
مَا احْتَرَمْت من الغَبَاء إلاّ البَغَاءْ
ــــــــ وما حَسَدْت من العيُون إلاّ كَفِيف !
ضِقْت ذَرْعاً مِن وُجُوه الأصْدِقَاءْ
ــــــــ اسْمُحُوا لي بأتوَقّف . قَبْل أضِيف :
" مَا بأيدِينَا.. خُلِقْنَا تُعَسَاءْ "
ــــــــ لكن بأيدِيهُم الوَاقِع : " سَخِيف ! " .


النص للشاعر القديرالأستاذ : خالد صالح الحربي

* *

نص يندلق شمسا وحسا وإبداعا ..

على الرغم من أن هذا النص يستنبت الحزن في رتاج قلوبنا إلا انه يعبر عنا ويعبر بنا إلى هناك حيث بيادر الشعر والمطر المنهمر ..

ومن عتبات النص الأولى (ِريح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .)

نستشرف تلك " الريح " التي تجتث كل ماهو أخضر ويابس وليست الرياح المسالمة المسلمة بيديها ثمار العطاء والنماء.

فيفاجئنا بوعي وإبداع في المفارقة هنا في (في مَهَبّ وَرَقَة ) فلتتراسل الحواس هنا طويلا ما هيا يا ترى تلك الورقة

التي ستقابل هذه الريح بكل قوة وتمرد وتدمير .." في كل قصيدة عظيمة ، قصيدة ثانية هي اللغة" : فـاليري.


وفي أروقة الزمان والمكان يتجول هذا النص بكل زهو واطمئنان ..


فأتي هذا النص ببنية تعبير مكثفة، وبأسلوبية مجازية إعجازية عبر نسقا لغويا منغمسا بالصورة الشعرية

مستمد من الخيال بقيمته النفسية والجمالية ،متماهيا في العلاقة بين الرؤية المكانية كمحور عام للنص ( الوطن/ الفقر )

وبين الرؤية الزمانية كنقوات ممتدة لداخل الذات ، جاعلا من اللغة أداته في تأطير ملامح الرؤيا لتخدم السرد الشعري

والصور الشعرية كفضاء مقنن لاستشراف أبعاد النص .‏ فأتى المكان في هذا النص كمعطاء خيالي /تجريدي والزمان

واقعي / حسي ليعيد جدولة الذات مع المكان ويهيئ للسرد الشعري دلالاته الأنثروبولوجية .

ولو تمعنا في ذاكرة المكان هنا لوجدنها في حضور متناميا على مستوى التركيب وتوليد المعاني مثل في قوله :

الرّصِيف /الصَّحْرَاء /المَدَارِس /الشَّوَارِع"/الوَطَن /لأرض


أما عناصر الزمان مثل ما في قوله :

الشِّتَاء/ صَيف /وَعْد / الخَرِيف .

جاعلا التفاعل بينهما بواسطة الأفعال الحكائية مثل :
أنْجِبَتْنِي /واقْبَرَتْنِي / عَلّمُوني /وفَهمُوني / قالوا / مَا احْتَرَمْت/

معتمدا على تقنية الفلاش باك لنسج علاقات الاستبدال والاسترجاع عبر اجتراح اللغة وانزياحتها

ومستفيدا من تقنية القصة من سرد ووصف ومناجاة حيث بدأها هنا في المطلع في قوله :

( آه ) لَو رَبّي خَلَقْنَا أغْنِيَاء ؟!
ــــــــ أو خَلَقْنَا وْ لاَ خَلَق هَذَا الرّصِيف !


جاعلا من الرصيف / الجوع / الفقر صورة مكانية حية متشبثة بواقع معاش مرير، ولذلك حرك ذلك الرصيف كل نوازع

الرحمة في داخل الشاعر ليتواصل معه مكانيا ولكن بإيماء دقيق عميق , من خلال رؤية داخلية وخارجية اجتماعية عامة ،

وفي البيت الرابع تحديدا في قوله:

شَاعِرٍ يَحْطُب من الصَّحْرَاء مَاءْ
ــــــــ يْتَسَلّق بَرْق .. لَو مَا لِه رِفِيفْ !



أتا المكان هنا " الصحراء " كل ماهو قاحل محرق ، كرتواء من الا شيء جاعل من " الماء " المفرقة التي أراد أن

يوصلها للمتلقي بدلا من الشجر ويصعد للسماء الذات ولو فقد وميض البرق في رحلته الداخلية ،وحتى نصل إلى البيتين

التاليين حيث " النصل " في قوله :


قَال : و العُمْر يتَمَاثَل للفَنَاء
ــــــــ وكَان صَوت اليَاس بالخَارِج حَفِيف .

أنْجِبَتْنِي أُمّي بْدِفءْ الشِّتَاء
ــــــــ واقْبَرَتْنِي بَسّ مَدْرِي بأيّ صَيف !


إذا ( العمر ) زمان / وصوت اليأس ( بالخارج ) مكان ..

فكأن العمر هنا خارج الزمان / المكان بسبب تلك الأحلام والآمال الموءودة ..

أما في البيت الذي يليه :

أتت الأم / الوطن لتوقظ الحالة الشعورية النفسية باتجاهات متنافرة بين زمنين شتاء / صيف لنشارك مع الشاعر خالد

تلك الصدمة في دهاليز العتمة حيث الأخضر واليابس والظل والهجير الأجير لمقصلة العطاء .

ويستحضرني خلال هذه الرؤية نص لشاعرنا خالد آخر يقول فيه :


شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه
________ يشُوفْ نَوْب ، وبَعْض الأحيَانْ أعمَى
لِهْ مِنّك السُّكْنَى ، و لِهْ شَارعِينِه
________ لِهْ السَّرَاب ، و لاَ لَقَى بغيرك الْمَا!



ونعود للنص حيث يقول :

عَلّمُوني بالمَدَارِس إنّ " ياء "
ــــــــ تَجْعَل من الكِبْر مَفْهُومٍ لَطِيفْ !

وفَهمُوني بالشَّوَارِع إنّ " لاء "
ــــــــ شَيء يَجعَل هالوَطَن جِدّاً مُخِيفْ !



فهنا المكان يأخذ رؤية إعمال /العقل وإهمال / العاطفة

بين المدارس / والشوارع ..
( إن الحالة النفسية ، وتطورها لدى الشخصية تجعلها ترى المكان الواحد بأكثر من رؤية تبعا لتطور المزاج النفسي ،

والكون الفكري : حسب عبدالفتاح عثمان ) في كتابة بناء الرواية . من هنا كان الواقع البديل مكان نحيل في جسد الذاكرة

ومسد المجتمع ، لينفلت من حدود الوعي المكبل بالقيود .

ويقول في البيت الآخر :

كُلّ هَذِي الأرض مَا تَصْلَح حِذَاء
ــــــــ وكُلّ هَذي الخَيل مَا تَنْفَع عَسِيفْ .


فكان المكان هنا ( الأرض ) التي أتت فرض على نسك الحياة المنسي
فأتى بالكل " الأرض " من أجل الواحد / الفقر
إذ أن لا حبور ولا غناء بلا إشباع داخلي لتلك الروح التي تفتقد الكساء .

فكان الخطاب الشعري هنا عالي بعلو الهم الذي ارتقى لفضاءات الشاعر ليندلق هذا الضوء الذي نغتسل منه لنمد أيادينا دعاءا ووفاءا له ..
فشكرا له وشكرا للشعر الذي يسكنه .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس