،://:،
كَيْفَ أهَادِنُ الحَاضِر وَ الأمْسُ يَبْسطُ يَدْهُ لِيَطْعَنَ ظَهْرَ ذَاكِرَتِي بِلُؤم ،؟

أيْنَهَا فُتُوق ذَاكِرتِي الخَائِنَة لأرتقهَا ..؟
وَ أيْنهَا إسْفِنْجَة النِّسْيَان لأمْسَح عَنْ بَلاطِ حَنِيْنِي تَرَسّباتكَ العَالِقَة بِإصْرَار ؟
أعْلَمُ وَ تَعْلَمُ بِأنَّنَا نَفْقِدُ حَاضِرنَا إنْ اسْتَمرّينَا فِي سَرْدِ الحَدِيْثِ عَن المَاضِيْ وَ مَضْغهِ كَعلكَةٍ لا تَنْتَهِي فِيْ أفْوَاهِنَا ،
وَ أنَا أدْرِكُ بِأنَّ أكْثَر مَا يُضْنِينِي أنَّ الأشْيَاء تُشَابِهكَ إلَى حَدٍّ بَعِيْد فِيْ تَحَالفٍ مَعَكَ أحْسَبُ أنَّهُ مَقْصُودَاً ،!
وَ لا أجِدُ سَبِيْلاً مُعَبّدَاً أسْلكهُ بِأمَانٍ ليجِدَ غَضَبِي مُتنفّساً سِوَى أنْ أجْعَل مِنْ حُرُوفِي بَدِيْلاً عَنْ سِيْجَارَةٍ أدخّنهَا
لأنْفثَ فِيْ وجْهِ الوَرق المُحْتَقِن حُنْقِي وَ اعْتِرَاضِي وَ اسْتِهجَانِي لأنّنا وَ فِي لَحْظَةٍ غَيْرَ مَحْسُوبَة نَفْقِدُ قُلُوبنَا
وَ ذَاكِرتنَا فَلا نَمْلِكهَا وَ يَتَحكّمُ بِهَا شَخْصٌ آخرٌ عَنْ بُعْد دُونَ اسْتِئذَانٍ مُسْبَق ،!
بِتُّ أؤمِنُ بِأنَّنا وَ إنْ عَبرنَا آلاف الأيَّامِ وَ بَلَغنَا مِنَ تَجَاربِ الخَيْبَةِ عُمْرَاً طَوِيْلاً فَلابُدَّ وَ أنْ نَتَعَثّر بِحَجَرَةٍ صَغِيْرةٍ " مُلَوّنَة " شَقِيَّة
لِتُؤكّدَ لَنَا بِأنَّ المَسِيْرَة لَم تَنْتَهِ بَعْد ،
وَ بِأنَّ الآت يَحْمِل فِي جَيْبهِ خَيْبَات أقلّ وَ لَكِنَّهَا أكْثَر وَزْنَاً مِنْ صَاحِبتهَا وَ أكْثَرُ جَمَالاً وَ خِدَاعَاً ،!
إلِيْكَ نَبَأ أحدهُم ، هُنَالِكَ فَلّاحاً ما انْفكَّ يُدَافِعُ عَنْ حِيَاضِ حقلهِ بِتَرْهِيبِ الغرْبان وَ مَا أنْ طَارَت وَ اسْتَطَارَت فِيْ الأفقِ
وَ ظَنّ أنّهُ الخَلاص .. تَسَلّلت " رِيشَة وَحِيْدَة " إلى أنْفهِ لِيَسْعل وَ يَنْفَجِر وَرِيْده ،!
لا مَنَاص مِنَ المَوتِ ،
وَ لا يَخْتَارُ الغَدْرُ مَوعِدَاً ،
لا أمَان .. لا أمَان ،
وَ القَلْبُ فِيْ قَبْضَتِكَ ،
وَ الكَونُ مِنْ وَرَائِي يَحْتَرِقُ وَ يُحْرِقُنِي ،

:://::