[ الحُزنْ ]
دائرةٌ ننتهي فيها حيثُما نبتديء، خطيئةٌ أخرى نَحمِلِها على ضفةِ العمرِ إلى الضفةِ الأخرى.
يَبدو أننا ابتدأنا مِن أحيثُ أطلقَ العمر أحزانَهً في استبَاقِ أجزائِنا لغيابْ، هوَ هكذا يأتيكَ مباغتاً وإنْ كنتَ في انتظارِه.
وفاطِمةُ لا تزالُ فميَ المشلولُ بأكثرِ مِنْ حرفٍ لا يُنطَقْ، ولا يقَع منّا موقعَ التبجيلْ.
فقطْ هوَ الدَمعُ يصطبغُ بهِ وجهُ صغيرَتيْ، فأختلِفُ في عينيَها وأبحثُ عن أمّيْ.
كيفَ هي الوَحشة؟
وكيفَ هو المكانْ؟ والخيوطُ الفضيّة انقطَعَتْ ونحنُ في ترقبٍ لتلاشيْ الحزنْ، وصفاءِ الأمكنة.
جروحُنا لا تفنَى أبداً، هكذا كانَ يُقالْ، لآن مسَاحاتها لا زاالتْ مكتوبةً بخطّ الروحِ لا خطّ الجسد.
لا تزالُ المَنامةُ هيَ المنامةْ، وصدرُ (مؤمنٍ) أصبَحَ أكثرَ سعةً و أكثرَ خواءً.
لا زالَ البحرُ يتكسّر على قدمَيها، وتبتئسُ لكثرةِ ما يمتدّ جزرهُ في بعضِ الأيامْ.
لا أزال أمرّ على بقعةٍ صغيرة، لا بدّ وأنّ جسدها قد خذَلهُ الترابُ كما خذَلَهُ المَرضْ،أبلّه بقليلِ الماءْ وانثر على رأسهِ [ المشموم ] لعرسٍ قريبْ.
صبراً،،
سأعودْ ..