.
.
صباح الدهشة التي ارتدت ملامحي
ما أن لمحتُ عطرك
رويدكْ .. رويدكْ
وحدثني ..
إلى أي الجهات تمضي هكذا سراعاً
ونسيتَ أن تُطعمني شيء من رغيف (( صباح الغلا ))
أما تدري
أن الصباح حل
وأنه وصم مدينتي باليقظة
وأصوات العصافير
وضجة الشوارع واصطفاف باصات المدارس
وبكاء أطفال راعهم الاستيقاظ مبكراً
وأما تدري
أن صباحي يستيقظ من سباته على صوتك
لكنك اليوم نسيتَ أن تدسه في مسمعي
وبدلاً منه اضطربت على ضجة المنبه وإلحاحاته - وكم أكرهه -
فنهضتُ وكلي يشتمُ انشغالكْ
وأما تدري
أني نسيتُ بأسبابكَ دعاء الخروج من المنزل
ونسيتُ قرص دوائي .. لكني ويا للمتعة الجميلة
ما نسيتُ كوب الماء الغارقة به ملعقة عسل
تباً لانشغالك عني
الذي نعتني بالربكة والاهمال اليوم
وبعد هذا كله
تُداري عطرك عني
وتنسل ملتصقاً بجدران الوقت
وتدّعي أنكَ ما لمحتني
أحب كذباتك .. لكني أكرهها حينما تخدشني بأظافرها بلامبالاة
والآن مسكتكَ متلبساً بعذر شبه جميل
لكنه ما زادني جمالاً
بل زادني غيظاً منك .. وتأكد أن كل الأعذار في صفي
إن بادرتُ بذبحك بلا استئناف لحكمي !!
فـ قبل الشروع في حكمي ..
أطفيء غيظي برشات من صوتكْ !!
تعلم أنكَ لقلبي مورفين
ما أصبر عنه
وجرعاته أحتاجها بانتظام
وكل حين أزيد من نسبتها
فما بالك إن حُرمت منها دفعة واحدة
حينها أأموت
أم يلسعني الوجع ويسحبني في صفوفه أسيرة ..!؟
انسكاب ارتجالي .. تأبطني
فانجرفتً معه !!
.