منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نَاصِيَةُ الغُفْرَان ،!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2009, 07:59 PM   #1
نورة عبدالله عبدالعزيز
( كاتبة )

الصورة الرمزية نورة عبدالله عبدالعزيز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

نورة عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حاليا

افتراضي نَاصِيَةُ الغُفْرَان ،!



،://

[:: تَوطِئَة ::]

وَ حَاقَتْ بِيْ فَجِيْعَتِيْ وَ انْتَشَرَ بِيْ ألَمٌ لا يَحِيْد عَنِّيْ وَ لا يَرْأفُ بِيْ ،
أنَّى لِيْ أنْ أؤازِرُنِيْ وَ أشُدُّ عَلَى عضدِ صَبْرِيْ وَ أنَا الحَبِيْسَة فِيْ دَاخلِيْ أعَاقِر خَيْبَتِيْ وَ لَم أتَجَاوزنِيْ إلِيَّ قَطْ ؟!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لَبثْتُ فِيْ جُبِّ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمُ سِنِيْناً طوَالاً ،
تُزَاوِرنِيْ فِيْهِ شَمْس الرِّضَا ذَاتَ اليَمِيْن وَ ذَات الشِّمَال - وَ .... مَا أصَابَت طِيْنِيْ بِنُورَهَا الأبْيَض يَومَاً -
قُرُونٌ عِجَافٌ غَادَرْتنِيْ وَ أقَلّ مِنْهَا آتٍ إلِيَّ ،
وَ مَلِكُ المَوتِ رَابِض بِجوَارِيْ يَتَرَبَّصُ بِيْ وَ يَدْنُو مِنِّيْ سَاعَةً .. سَاعَة - لا يَسْتَقدِمُ وَ لا يَسْتَأخِرُ -
فَبِأيّ حَدِيْثٍ سَأتْلُو نَبَأِيْ وَ أنَا لازِلْتُ أمْكثُ هُنَا ...// مَا الْتَقطَنِيْ السَّيّارَة
وَ مَا ابْيَضّتْ عَيْنُ أمِّيْ حُزْنَاً عَلَيّ ،
وَ مَا فطِنَ إلَى مَوتِيْ المُزْمِنُ أحَد ،!
وَ أنَا الّتِيْ صَلَّيْتُ عَليَّ صَلاة الأمْوَات وَ كُنْتُ عَلَى أهْبَة مُغَادَرَتِيْ ،

أتُرَانِيْ بَعْدَ إذْ بُعثْتَ إلَى الوجُودِ مُجَدّدَاً .. سَـ يَغضَّ الأبَالِسَة عَنِّيْ بَصَرَهم وَ يَكفُّوا عَنِّيْ رِجْسهُم لأمْنَحَ فُرْصَة الوُقُوف عَارِيَة مِنِّيْ خَاشِعَة عِنْدَ نَاصِيَة الغُفْرَان ؟

أيُمْكِنُنِيْ بَعْدَ إذْ كَفَرْتُ بِهَؤلاءِ البَشَرِ أجْمَعِيْن - عَدا الأنْبِيَاءِ وَ الصَّالحِيْن - أنْ أمُرّ بِمُحَاذَاتِهِم دُونَ الوثُوبَ عَلِيْهِم
لِـ هَزّ أكْتَافِهم بَحْثَاً عَنْ الإنْسَانِيّة المَطْمُورَة تَحْتَ أنْقَاضِ صُدُورهم المُتَرمّدَة // عَلَّهَا تَتَسَاقَط فَتَتَحَرّر ؟ ،

أأسْتَطِيْعُ الـ آنَ أنْ أزْفرَ حَرّتِيْ وَ أوضِّبَ حَقَائِب سَفَر حُزْنِيْ وَ أنْ أمْسَح عَلَى جَبِيْنِ صَبْرِيْ بِكَفِّي البَارِدَة المُتخَاذِلَة المُرْتَعِشَة ؟

- كَلّا - مَارَغِبْتُ يَومَاً بِأنْ أقْرَأ مَا نُقِشَ فِيْ لَوحِي المَحْفُوظ وَ لا أنْ أتَنَبَّأ بِالغَيْبِ وَ لا أنْ أدْرِكَ بِالعِلمِ ما خفِي وَ اسْتتر ،
وَ مَارَغِبْتُ يَومَاً بِأنْ أكُونَ مِحْوَرَاً فِيْ حَيَاةِ أحَدهِمْ تَطُوفُ أحْدَاثَهُ حَولِيْ .. بَلْ وَ لا حَتّى هَامِشَاً مُهْمَلاً لا يَحْظَى بِالاهْتِمَامِ ،
وَ مَا رَغِبْتُ يَومَاً بِامْتِشَاق القَلَم مِنْ غمدهِ لأقَارِع الوَرَق الأبْيَضَ النَّقِيْ وَ أكْتُبَ خَيْبَاتِيْ السَّودَاء وَ لَعَنَاتِيْ الضَّارِيَة أمَام المَلأ أجْمَعِيْن ،!
" فَهَلْ مَازِلْتُ أمْلُككِ يَا أنَا ؟
ألَمْ أفْقدكِ بَعْدُ مَعْ مَا مَضَى وَ مَنْ مَضَى ؟ "

بَعْضُ الأسْئِلَة عَاقِر لا يَخْرجُ مِنْ رَحمَهَا أجْوَبَة ،
وُلِدَت كَالزِّئْبَق تَفْلتُ مِنْ نَوَاجِذ الكَلَمِ بِلا مَنْطِق ،
وُجِدَت كَـ أرْوَاح مُجَنَّدَة لِتَمْنَحَ العَقل : فَضِيْلَة النَّدَم ،!
وَ إنِّيْ النَّادِمَة المَرْجُومَة وَ شَقِيّةُ أهْلِ الأرْضِ ،
وَ إنِّيْ كَذَلِكَ الغَاضِبَة النَّافِثَة سُمُوم الحَقِيْقَة فِيْ جَسَدِ الأفَّاكِيْن فَتَبَوّءتُ مَقَاعِدَ أحْقَادِهم بِجَدَارَةٍ لَمْ أشْكَرُ عَلِيْها ،!
وَ خَرَجْتُ الآنَ مِنْ مَلْحَمَتِيْ خَالِيَة الوِفَاضِ إلَا مِنْ ابْتِسَامَةٍ لا أدْرِي كنهَهَا تَعْتَصِمُ بِأقَاصِيْ شِفَاهِيْ ،
وَ عُصْفُور الجَنَّةُ فِيْ قَفَصِ صَدْرِيْ يُرَفْرِفُ بِأجْنِحتهُ لِيُضْحِكنِيْ عَلَى قَومِيْ ،
سَـ أبْتَسِم ،
سَـ أبْتَسِم ،
هِبَةُ السَّمَاء أنَا وَ حَفِيْدَةُ الصَّالِحِيْنَ وَ عَدُوّة الشَّيَاطِيْن ،
فَسَلامٌ عَلَيَّ يَومَ أمُوتُ وَ أنَاجِي المُنْكر وَ النَّكِيْر ،.



الثلاثاء 11 ربيع الآخر 1430هـ
7 ابريل 2009م نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

:://::

 

التوقيع


يَصْعُب أنْ تَعِيشَ بِقلبٍ يُبْصِرُ كل مَا يحدُث حَوله،
لا يَغض طرفه..
وَ ليسَت المشَاهد أمامهُ مُمتِعَة!

نورة عبدالله عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس