25 قصة قصيرة جدًا
(21)
كنّاس 1
كانَ كنّاسًا ولا يُجيدُ غير الكنس ..
أفنى عمره بالكنسِ، بينما غيره أفناه بالكنز!
يكنُسُ بقايا الطعام، والجرائد القديمة، وفضلات الكائنات الحية والغير حيّة.
وفي يومٍ لَفَتَ انتباهه أقصوصة مقالٍ من بقايا جريدة جاءَ فيها:
هل صفحاتِ عمرك التي سترفق في دوسيه التاريخ بيضاء ناصعة أم سوداء كالحة؟
تنفّسَ الصعداء ..قائلا:
الحمد لله فأنا من قائمةٍ سَتسقُطُ من التاريخ سهوًا
حسبي تنظيف أرضيته
/
/
/
(22)
كنّاس 2
.. .. وبينما كان الكناسُ يُمارسُ عمله
ناولَهُ أحد الأثرياء بقشيشًا (رَثْ)
ودعى لَهُ في المقابلِ بطولِ العُمر، فتَهكّمَ الرجل الثري قائلا:
يالرثاثة العمر المقضيّ بالكنس ..
فأجابهُ :صدقتَ سيّدي ..
كرثاثةِ كرمك المخبأ بالنفس!
/
/
/
(23)
كنّاس 3
وألقى يومًا شابٌ طائش على الكنّاسُ سؤالا يُحاكي طيشه:
كم تعتقد سيكون عمرك عندما تموت أيها العجوز؟
فرمقهُ بإشفاق.. وقال له:
ليسَت (كم) أو (متى) ذات أهميّة يا بُني..
المهمّ ألا تُكنَسُ سيرتك من على ظهرِ الأرصفة في باطن المجارير ..هكذا!!
/
/
/
(24)
حمراء وخضراء
جالَ صحفيّ مدرسة غاية في تحقيق تربوي يرصد أحوال هذا الهرم المقلوب ..
فلاحظ أنامل المعلمين داخل الفصول تتباينُ في أحمالها ..
سيجارة/ جوّال/ ساعة/ جريدة/ مجلة .. .. كتابٌ مدرسي وطباشورة!
/
\
فكتب سطرين لا ثالثَ لهما في تحقيقه المرصود:
إنّ الأنامل إما أن تكون خضراء تزرعُ فينا العلم والمعرفة
وإما أناملا حمراء تُقيد نيران الجهل والتخلف!
/
/
/
(25)
إطراء
نثرت أنفاسها على وجهه ..
فَثَمِلَ ..وانهزم!
فقالت:
لأنهُ وجهك فعلت ما فعلت.
فانقضّ على أنفها كالصقر ع فريسته
فهربت منه قائلة:
يا أخي ..
يجب أن تتعلم كيف تتقبل الإطراء :eek: