أخي الدكتور عبد الفتاح
شكراً لدراستك الجميلة
أحب أن أضيف أنني مع بارت فيما عناه بوجهة نظري ، إن النص الأدبي لايمكن أن ينفصل عن مبدعه ، ولكننا بقينا زمناً طويلاً ندور حول النص ، ومنايبة الموضوع ، وقصد الشاعر دون الالتفات للجانب اللغوي الذي هو عالم مكتظ بعالم الشاعرالذي أأفرز النص، فلا يمكننا أن نرفض حياة اللغة وهي الكائن الحي بضعفه وقوته وموته وحياته ، لقد نادى بارت بشعاره على أعقاب ما يحدث في الساحة النقدية ، وما فعلتها المدرسة الواقعية الماركسية بالنص الأدبي لتطويع وتسويغ مبررات الجدلية والطبقية ، لنبدأ من هنا : نحن نتابع أعمال الأدباء في هذا المنتدى ولا توجد لدينا - على الأغلب - خلفية عن الكاتب وواقعه وظروفه الجمالية التي أنتجت النص ، ومع هذا نقرأ ونكتب الردود مجاملة وحقيقة وغيره ، فهل قراءاتنا لأعمالهم مبتورة؟ . أنا لا أنفي هوية الواقع والمبدع اللذين أنتجا النص ، لكنني في الوقت ذاته لا أتجاهل الهوية اللغوية وجمالها وشعريتها ، وبالنسبة للآية الكريمة أنا أرى أن المقصود هو نسب الشخص لأبيه لإبطال فكرة التبني ، وموقف الإسلام منها معروف لدى الجميع، ومع هذا إن موت المؤلف في العملية النقدية لا يقتل نسبة النص لمبدعه ، بل إن الدراسة عادة تبدأ باسم أو منتج النص ثم التفرغ لدراسته لغوياً لأن هذه اللغة هي الشخص الآخر الذي جسده المبدع بأصوات وحروف وجمل وإيحاءات ، ثم لا تلبث أن تفصل عنه لتبدأ ولادة وحراك جديدين يغتربان عن المؤلف بوعي أو لا وعي وخاصة في النصوص التي يكثر فيها التداعي الحرّ.
تقبل مروري أخي ولك فائق الاحترام والتقدير.