منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اوكسجينكِ .. ~
الموضوع: اوكسجينكِ .. ~
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2009, 07:20 PM   #1
م.ماجد محمد
( ذُوق بنكهَة خاصَة )

الصورة الرمزية م.ماجد محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

م.ماجد محمد غير متواجد حاليا

افتراضي اوكسجينكِ .. ~




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لم تعد الكتابة وسيلةً لإيصال الأفكار فحسب ; بل أصبحت ضوءاً بالإمكان إمساكه لكشف ما يختبئ خلف الأشياء الشاحبة من حولنا . و لأني سأكتب بذلك الشحوب ، سأجعل من الأحرفِ مادةً تتحسس منها الجلود ، و شيئاً تهرشه الأيادي ليخف وَقع قشعريرتهِ . سأوقظ كل الخلايا النائمة في وجهكِ لأزلزل أمانها ، و سأرسم بيديكِ ملامح ذنبك الأخير دون أن أخربشكِ بيديَّ التي حاكت الكثير من تفاصيل أمانك .

آمنت بكِ اكسجيناً منحني الحياة ، أعيش لأتنفسكِ كل يوم و أخبئ بتفاعلي معكِ ذرَّتي رجولتي بجيبكِ الذي لا يتّسع إلا لي ، لنصبح الماء ، الحياة ، و المنطق التي تسير به الأشياء ، لم يكن رقمي الهيدروجيني سهلاً ليرتبط بكِ بهذه السهولة ، فوجودكِ أيقظَ كل حواسي التجاذبية لأن آتيكِ مهللاً . لم يكن البحث عن مكامن انجذابك مهمةً سهلة لأصنع نهراً أفتخر به في قناتك الخاوية . كانت الأجواء من حولنا مزعجة للغاية ، الكثير من المتشردين حولي بلا عناوين ، كنتِ الحِلم الذي يسعى الجميع لتحقيقه ، كنتِ الورقة التي يسعى الجميع للكتابة عليها ، كنتِ سدرة منتهى و أماني الكثير من الناس ، لم يكن كفاحي بسيطاً لأصبح متكافئاً بين عينيكِ و شخصاً قادراً على حيازة إعجابك و الالتحام بكِ بأقل مجهود ممكن لنصبح اللفظ الأمثل في شفاه الحياة .

كلَّ ما أعرفه الآن هو أننا أصبحنا تلك البُحيرة القابلة للجفاف ،

حين نحَّذر من أيّ شيء فإنه دائماً ما يكون أقربَ لأن يسقط حولنا ، لقد تهامسنا كثيراً حول اليرقات التي تزحف بجوارنا عن تبّخر علاقتنا ، حذرتكِ منه كثيراً بصفتي ذرة عاشت طويلاً في الهواء قبل أن يُصبح لي عنواناً اكتملت أحرفه بكِ ، لم أكن سوى متشرداً يطير من مكان لآخر بخفّة ليؤمن مستقبله .

كنتِ اكسجيناً أكسَّد الكثير من أحاسيسي ، و أصبحت بفضلكِ كائناً جليلاً يقّدم الكثير للقابعين من حوله . أنتِ ذلكَ الإدمان الذي لا يُمكنني ترك تعاطيه ، و بسببكِ أصبحت حياتي قيدَ رهانٍ يسكن بينَ أصبعين من يديكِ الصغيرتين .

لم أضع بحُسباني عن خطرَ إدمانك ، و أنكِ مُسببٌ رئيسي للصدأ الذي يسكن حجرات وريدي ، بكِ عشت و بأفعالكِ أموت حَيا . تحذيري السابق لم يكن سوى يرقة قد بلغت سريعاً لتصبح فراشة اختفت في دهاليز الظلام . حتى توقعاتي تخذلني باستمرار و تُعاصر سوء طالعي المرتبط بشرياني الأثخن و أوراقي المرصوصة فوق بعضها البعض و هي تنتظر إعدامها بالنار على الطريقة الهندوسية .

سأتبخر من حرارة صدمتي ، و أخلصكِ من براثن ارتباطي ، لأعيش باباً آخر من الرواية يقتضي على تأمل سقوطكِ الأخير في حوزة ذرّة أخرى . سأتفقد تفاعلكِ حينها و أخّلص أجواءكِ من هيدروجيني ، لأطير بعيداً حدَّ الأفق أو أصبح في علبةٍ مغلقة أبدَ الدهر .

1 ابريل 2009

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

م.ماجد محمد غير متصل   رد مع اقتباس