منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الشاعرة شمس نجد والغياب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2009, 09:36 PM   #6
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

افتراضي


وبعد هذا العمل الذي شمل عدد من الشاعرات
توصلت في خاتمة هذا البحث الذي أخذ مني الجهد والوقت لهذه الخاتمة



- الخاتمة




قد يتساءل متسائل ، لماذا هذا العدد بالذات من الشاعرات ؟؟ رغم أن الأداء الشعري في هذه النصوص متفاوت بشكل ملحوظ لكل قارئ للنصوص الشعرية , والإجابة على هذا السؤال ، أقوله له : نعم ، هذا السؤال مشروع طرحه ، لكن الجميع يوافقني أن هذه النصوص المقدمة لأصحابها ، على الأقل للقارئ الذي يسعى لإرضاء ضميره بالدرجة الأولى ، فسواء سكون أو بلقيس أو استقلال أو الهنوف أو العنود أو شمس نجد ، يجد المتبصر بقراءة هذه النصوص , أن هناك خطأ بيانياً يحكم مسيرة كل شاعرة , وإن تفاوت الأداء الفني فيما بينهن ، ولكي نتعرف على هذه النقطة ، يجب علينا إدراك هذه الحقيقة ، أن المرأة تتباهى بنعومتها الأنثوية ، عكس الرجل الذي يتفاخر بالصرامة ، وكلما كانت المرأة أكثر نعومة كانت أكثر قبولاً وجاذبية ، فهذا الوضع الأنثوي الخاص انعكس على أدائها الشعري , الأمر الذي ولّد ظهور عوامل تدل على شعر المرأة , وهذه العوامل هي ثلاثة عوامل :
العامل الأول : إ
ن الإيقاع الموسيقي في قصائد النساء غير منضبطة ، ويعاني من خلل نغمي وخاصة مع القصائد العمودية ، ولا أقول بأن هذه الظاهرة واضحة بشكل مطلق ، لأن التعميم هنا فيه منقصة للعقل وتحجيم للكرامة الإنسانية ، منقصة للعقل بالنسبة لكاتب هذه السطور ، وتحجيم للكرامة الإنسانية بالنسبة للشاعرات .
العامل الثاني :
ذبول الصورة الشعرية في نصوص الشاعرات ، حيث أن الكثير من المفردات الشعرية تأتي بلا نكهة ، كما أن مواقفهن الإنسانية فيها اندفاع وانتقالات حادة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، مما أثر هذا الإجراء على مستوى الصورة الشعرية لديهن .
العامل الثالث :
نصوص النساء الشعرية خالية من الغموض ، فكلما كانت لغة الشاعر فريدة ، كان التعامل مع الغموض أكثر رقيّاً ، فالشعر ليس مسلمات عقلية جاهزة كالحكم والأمثال والنصائح وكتابة رسائل التعزية ، بل هو انفتاح على الفضاء الروحي للإنسان والتغلغل إلى أعماقها ، وليس أن يكون لكل شاعره جمهورها الذي ينتظره ، فالشاعر الجميل والحقيقي المبدع ، مثل النبي , والنبي حينما يرسل أو يبعث لا يكون أتباعه ينتظرونه ، بل هو من يصنع الأتباع ويجمع القلوب حوله .

من عيوب هذه الدراسة بالنسبة لي ، أنني أتعامل مع نساء ، لا من حيث التنقيص من مكانتهن أو التقليل من كرامتهن ، بل لأنني أجد نفسي في بعض المرات أقف خارج الخطوط ، ولا أستطيع أحياناً الثبات على الخط الفاصل بين الأشياء . ولو كانت هذه الدراسة عن شعراء رجال ، لهان عليّ الأمر ، لكن الإحساس بمسئولية أمانة الكلمة منحني مرونة التحرك وقوة في الثبات على مبادئي . لهذا قمت بالتغلغل إلى العمق النفسي للمرأة لكشف مدى بعد العلاقة الإنسانية بينها وبين الرجل كمحبوب ، بعيداً عن الفهم التسطيحي للأشياء ، كالموقف من الوالد أو الجار أو الرد على شاعر آخر ، لأنها في هذه الحالة تتعاطى بمعزل عن أنوثتها .

من خلال ما سبق ذكره ، يتضح لنا أن المرأة جداً بسيطة في عواطفها بشكل عام ، فهي متشبثة بالرجل وخائفة منه وخائفة عليه , متشبثة بالرجل لأنها كائن أنثوي ضعيف لا تجد استقرارها إلا بجوار رجل يحبها ويعشقها ، وخائفة منه , أن لا يكون يبادلها نفس الإخلاص , وخائفة عليه , أي أنها خائفة من ضياعه منها وارتمائه في حب امرأة أخرى ، فهذا الفهم البسيط المباشر يعكس مدى عدم قدرتها على التغلغل في أدق تفاصيل الحب وأنها سطحية في هذا الفهم , فهي لا تريد من الرجل إلا الرجل نفسه , عكس الرجل الشاعر الذي لديه القدرة على احتوائها وتجاوزها في شعره , عن طريق الإسقاطات الخارجية التي يقوم الشاعر بتوظيفها في نصوصه الشعرية بشكل مدروس ومحكم .

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس