منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ~~ وزارة الغـربة (12) ~~
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2009, 12:08 AM   #1
عبدالله بن زنان
( السيل )

افتراضي ~~ وزارة الغـربة (12) ~~


بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~
الرقم / 818


~ وزارة الغــربة ~
التاريخ/ سقط سهواً

~ إدارة السفر ~
__________________________________________________



سفر أول ..

بداية النهاية التي تمادت بقناعة طفل عن كل مايجري من حوله .. حتى إستدارت خيالاته ووضع في فم الريح
بعض أمنياته .. ليبدأ سفره الأول نحو أعاصير الحلم وأنصاف الحلول .. لم يكن يهذي سوى بأمانيه الخجولة
.. يرددها بينه وبين أخواته على مرأى من بسمة بريئة لاتعي حمَى القدر .. كانت براءته سرَه المفضوح ..
وركل الكرة أغنياته الكثيرة .. وجام غضبه ينساب على إحدى أخواته القريبة منه سناً حين يطالبها أمام الجميع
بألا تسرق الهواء من أمام مكانه الذي ينام فيه بجوارها ..وهي عبثاً تحاول التنفس بإتجاهه لتجعل منه ثورة .. يبتسم
لأجلها الجميع .. حتى يمل من حقوق الهواء وينام على أنغام ضحكاتهم .. ذلك سفر أول .. بدايته هي بداية النهاية
في عالم إفتراضي .. بقاء شخوصه هراء .. ووجود أساطيره محال .







سفر عفوي ..

مدينة وأخرى .. ولازالت حكايات الغياب وأرجوحة الشوق ووشم الغربة وشموع الحنين هي نفسها ..
نحاول الخروج .. فندخل بجرأة أكبر .. نهمَ بالحياة فنموت أكثر .. وكأننا في معادلة سماوية تحتاج لحلول أخرى ..
وكفوف من وادي العجائب لتحاول مجرد محاولة أن تمارس التغيير .. في ظل رداءة فكر .. يعظمه الصغار الذين
تكابروا بزخم الماديات وحنَا العولمة .. ويصغر به الكبار على مرأى من قوافل الصبر وأغنيات الراحلين ..!







سفر لايعرفني ..

مدينتي الباردة تأكلني من حيث لا أعلم .. شوارعها عشق بدائي الملامح ، يتخللها التاريخ وينخلها الزمن ..
وتكتسي الغربة .. أشجار الكينا تزين شوارعها وكأنها اسطورة عرَاف .. حين تخبو أضوائها ليلاً ..ويتسكع بها
الصمت المجروح بذاكرة مدينة .. سجلها التاريخ كأنشودة شعر .. وتاريخ لايصدأ وإن صدأ المؤرخون ..
أما أنا ..! لازلت أنا .. لا أعرفني تماما .. فكل ما أعرفه أنني أرى الصباح وكأنه حلم .. لاحقيقة .. لايعرفني ..
وأنا أنظر إليه بعين الأمل أن يتجه نحوي قليلا .. لأخبره بأساور الليل العتيد .. وقناديل الفرح التي تكسرت
على أهبة ضياء .. وبساتين الحنين التي جردتها الثواني مابقي من ثمار .. وبراءة الشوق التي كتبت بماء الأزل ..
كل ذلك لم يكن .. فلازلت أسافر فيَ على رصيف مدينتي .. ولم أخبر النور .. فعهد الصباح .. مشروخ بأنثى
نسيها العمر بين أضلعي ..!









سفر حلم ..

بين محطة ظروف واخرى .. ألاحقه ويبتسم بسخرية الأسود .. وأهيم بأجنحة الأزرق .. وأداعب السمااء بفوضوية
رجل لم ينسى يوماً .. أن الحلم هو وليد السعادة وكذبتها العظمى .. وهو سفيرها الدائم الملتزم بدبلوماسية الغربة ..
المسؤول عن سحق العروق بجرأة كبيرة لايمكن أن نقول حينها سوى أن الأحلام تظل أغنية المسافر .. والدروب هي حقيبة من
جمر .. والرحلة سماوية الخطى .. يتخللها المااء بألم لاينتهي .. وصراع مستمر بين تأصيل الحلم كغاية وفناءه تحت
وطأة .. وطن / وأنثى / وأنا ..!









سفر دقيقة ..

لم أكن أعلم عن ماهية الدقائق .. حتى نضجت جروحي جيداً .. واصبح ملح الذاكرة غذاء الصبر ..
والدقيقة حجر يلقى على أحجيات الغياب لحظياً .. فلا يهمني كيف مضى اليوم .. ولكنني أحرص على ألا تمر دقيقة
واحدة دون أن يمرَ طيفك بذاكرتي .. وألقي عليك فروض التحية وحيداً إلا منك .. غريباً إلا من شريانك
المتأصل بين حناياي المتقدة على عريشة من عمر .. لايزهو بها إلاك .. ولا يحنو بها سواي .. ولايبكي بها غيري ..!









سفر الحرية ..

العابرين لم يكترثوا كثيراً باولويات القيود .. ولم يعاشروا الخروج على الداخل كما يجب .. فأول السفر رغبة تمنح
لحرية النبض .. وآوسط السفر خطى منظمة نحو قمة حضارة .. تأتلف بها الأرواح ويسمو الوطن .. وآخر السفر
هدوء الرغبة ومسؤولية الحفاظ على القيود مكبلة .. ولكن من يسمعني في بؤرة المطر .. وسياط الأنامل جنون لايعترف
إلا بالحقائق المؤلمة والقضايا الأهم في زمن أسود الخطى عبثه جهر حضارة وترتيبه سرَ لا يحفل به الكثر .. ولكنني
أسكنته صدري وارضعته حبري .. كمحاولة عابرة لرجل كل مالديه ثورة نبض لـ يحيا حراً في فضاءه الصغير ..
على أمل أن يموت حراً في وطنه الأكبر ..!










سفر روح ..

هنا غابة كبيرة من التشابك في سمااء مختلفة يشعر بها الدهاة .. وحاملي الوتر السابع .. حين يعزفون أغنية الألفة فيما
بينهم .. ويمررون الأزرق على لوحة الشمس وهدير أمواج البحر .. هذا السفر المؤثر على كل عاطفة .. لايعني المارة ولكنه
يعني قوافل السكر حين تسير بخطى بشر كتب على وجهها الثاني مااء .. يهطل بإستمرار موت .. وبتوهج حياة .. وفي
كلتا الحالتين هو قدر جماله في ألمه .. وجرحه في كونه .. وعظمته في قدره ..!





.
.





الســيل
2/ 2009م



.
.

.

 

التوقيع

أسامينا ..!
كتبناها بـ صباح أزرق ..
ولا ورَق ..!
من كفوف الشجر طارت أماني وابتعد عصفور ..!

alsailll@hotmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن زنان ; 02-14-2009 الساعة 12:11 AM.

عبدالله بن زنان غير متصل   رد مع اقتباس