.
.
.
( . . . . . )
ربما لاتعرفني . . ولكني أعرفك . .
لأن الخيّرين بذكرهم في هذه الدنيا كـ الشمس بازغة لاتحجب
أعرف الخير في جبينك / والصلاح في عينيك . .
أعلم أنك . . كنت تصنع البهجة / الفرح / السعادة لهم . .
كنت تمنحهم ماينقصهم من حنان / رأفة / ورحمة . .
كنت تعطيهم دون أن تنتظر منهم مقابل . .
كنت الأجود ، الأكرم ، الأتقى ، الأرحم ، الألطف . .
كنت أباً رحيماً حينما يفتقد الأب لـ مشاعر الأبوة . .
كنت مدرسة . . حديثك علم وصمتك معرفة وغضبك حكمة . .
كنت ملاذاً آمناً للجميع . . تأخذهم من حضن الخوف إلى أمن حضنك . .
كنت تخسر لـ تمنحهم
كنت أكبر من أن أكتبك في كلماتٍ عاجزة
من لغة أبجديتها قاصرةٌ دون وصفك
وأفكارها ضحلة مقارنةً بـ قكرك
وصورها قبيحة قاتمة في كل مرةٍ أرى فيه ضياء وجهك وصورتك . .
ياسيدي الشيخ الكبير . .
ربما لاتعرفني ولكني أعرفك كـ أبي
أعرف أنك شعرة الميزان التي تمنح كونهم الاتزان لتتساوى الكفتين
اعلم أنك الإنسان الذي يشعل أصابعه شمعاً تضيء دروب أحبابه . .
وأعلم أيضا أنك الأديب . . ذا الذائقة التي لاترتضي بـ غير الغمام سُكنى لها . .
وأعلم أن وجودكَ بينهم حتى وأنت في فراش المرض تُشكل لهم خيرية هذه الدنيا . .
وأنا أكتب عنكَ واستشعر روحكَ التي أنهكها المرض
وطال بها التعب . .
حتى ذوى منك كل عرقٍ كان يلهج بذكر الله . .
وقلبك المعلق بالله في صحتك لازال ينبض بحب الله وذكر الله حتى في مرضك . .
حتى ابنتك / طفلتك / مدللتُك التي كانت تمنح الأبجدية بهجة حضورها لغةً أدباً
فكراً . . بدأ الغياب يخطفها من بين أجفاننا ونحن المترقبون لـ حضورها في كل مرة
وإن أتت كما نتمنى استشعرنا في حرفها بؤس الفقراء
وضعف المساكين وعجز العاجزين منذ أن طاح الخير بك بين فكي المرض . .
وهي تتحدث عن وقوفها عند رأسك تقرأ عليك القرآن وينكسر فيها كل عنفوان
وهي ترى من يعني لها الدنيا قاطبةً يذوي بين يديها ولاتستطيع أن تفعل له شيءً
سوى أن ترفع كفيها كل حين لتناجي رب لم يخذلها فيك قط
وتردد :
( يارب لاتحرمني منه ولاتفجعني فيه )
حينها ياشيخي الفاضل اتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( يتمنى الناس يوم القيامة أن يعودوا للدنيا فتقرض جلودهم
بمقاريض من حديد لِمَ يروا من أجر المبتلى ) او كما قال صلى الله عليه وسلم . .
فتهون علي مصيبتي فيك . . وأعلم أن الله ارتضى لك الخير صحيحاً ومريضاً . .
.
.
.
اللهم . . ارفع عن شيخي وألطف به ولاتحرم منه ذويه ومحبوه ولاتفجعهم فيه . .
ابنك العاجز
سعـد