منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسالة الجثة للقاتل ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2009, 02:27 AM   #5
صالح الفرحان
( رسّام )

الصورة الرمزية صالح الفرحان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

صالح الفرحان غير متواجد حاليا

افتراضي


اعتراف الجُثــّــة المختصر

أعترف بأني سأجد مشقّة كبيرة في التعريف بالقاتل وأداة الجريمة لا لشيء ، سوى أنهما يستحقان أكثر مما أتوقّع .
وبرغم الرائحة التي تصدر عن القاتل والدالة عليه إلا أنه صعبٌ على الرؤية ومموّه أكثر مما نتصوّر جميعاً .

التعريف بالقاتل ...

يتحرك بعينين ثابتتين دائماً ، ويقرأ جريدة الشرق الأوسط في المقعد الخلفي لسيارة لا تقل قيمتها عن 300 ألف ريال أي بما يعادل 80 ألف دولار حسب سعر الصرف تقريباً .
يلبس أحذية جلدية يشتريها له رجل بملامح أفريقية يحمل جنسية .
يحسّ دائماً بأنه محسود على النعمة ، ويرددها دائماً .
يصلي في المسجد المجاور بثياب ناصعة ويفسح له المصلون الطريق للصف الأول دون أن ينظر إليهم .
يتقاطر منه الرياء على السجاد ويلتقطه رجل يرافقه كظل .
يملك مثل القطيع الذي ينتمي إليه حنجرة ملكية بتصرّف ، تصدر أصواتاً جهورية وفخمة وعبارات مُتعارف عليها وأصبحت " كليشات " .
يحلق وجهه يومياً وينظف انفه لكي لا يفعل مثل العوام أمام إشارات المرور .
بجلد أبيض ومرقّش أحياناً مثل مرضى النُّقرس .
أبشع منظر يمكن أن تشاهده ، حين تراه بملابس البحر .
يرتدي نظارة شمسية ماركة " ريبان " ويحب لا عبي كرة القدم .
يضع اسمه على ورق أبيض بالخط الذهبي في أوراق مكتبه الخاص حتّى لو لم يكن لديه مكتباً .
يذهب دائماً إلى أماكن الاحتفالات ويحرص على النظر إلى الصفوف الأمامية ويخاطب المنظمين ومسئولي العلاقات العامة بصوت يحاول أن يكون واثقاً ولكن يمكن اكتشاف أنه مزوّر وطاريء بسهولة على الذهن المدرّب .
يحرص على أن يحمل مسبحة لامعة ، تصدر حبّاتها صوت أحجار كريمة .
يقول " باريس " بطرقة فخمة ويتحدث في السياسة كغبيّ .
يبتسم عندما يسأل عما لا ينتمي إليه ، ويطلق إشارات ليبتسم الآخر مرغماً إن كان سهلاً .
يعوّد من حوله على ا لبحث عن كل شيء بالنيابة عنه .
يحف شواربه بعناية ليشبه وجوه دعايات " نيسكافيه " !
أبواب بيته مفتوحة كإشارة على الكرم بينما يتركها في الأصل ليرى المارّة المواقف والسيارات والممرات والنباتات الجانبية .
يترك أطراف شماغ البسام المكويّة متدلّية على الجانبين ، وغالباً ما تنتهي أكمام ثوبه بما يسمّى بالـ " كَبــَـك " .
وجهه رخامي .
يلّون المدينة بفرشاة التعاسة ويسلبها طبيعتها .
مفهوم الحضارة بالنسبة له ملفوفٌ على " طبقة " صغيرة فوق طاولة طعام .
يده لينه ورخوة عند المصافحة .
رمادي المزاج .

أداة الجريمة ....

لها عدة أسنان وأوجه ، مختلفة المنشأ والصفة واللون
تحمل ـ بأحد وجوهها ـ صوراً ملكية أحياناً ، أو أختام وتواقيع .
لها جوانبها القانونية غير المُعلنة لإخفاء الجُثث ووقت وقوع الجريمة اليوميّ عادةً .
تُمرر تحت الطاولات .
تتحرك في شكل مستطيل يصل في حجمه أحياناً إلى حجم ورقة a4 .
تدور في عمارات منتشرة بأسماء معروفة .
تتنقل أحياناً في أكياس عبر سيارات خاصة .
يُنظر لها كحذاء في أعين لا تعرف رائحة التراب يحنما تكون بالحجم المنوّه عنه سابقاً .
تُشكّ بالدبابيس عند الحاجة .
سريعة القتل ويمكن للقاتل محو أثرها بالقانون الغير مُعلن وتحت ذرائع مختلفة تُمنح له .
أشعر أنها صعبة على الوصف ومراوغة ، وأعلن عجزي مالم أقل أنها بحجم خارطة !

رسالة الجُــثــث إلى القاتل .

لتكن الذئاب رسالتنا الأولى
الذئاب الأسطورية في رحلة الرمل والعشب
حين تركتم رؤوسنا كشواهد قبر ، ومضيتم إلى أهلكم / هلاككم ، كنّا نعرف من الرائحة أن مخلوقاتنا الأسطورية تحثّ الهواء لتـَحمِل معه رفقها ورفقتها .
تلك التي خِفتمـُوها ولوّنتم ترابها بالأسمنت ، لوثتم جلودها بالخيانة .
هي نفسها التي حاولتم أن تسدوا الأرض عليها لترحل بعيداً وحرضتم البارود ليكون بديلاً عنها وطوقتم أعينها بالزيت والخام والحرير قبل أن تعطيكم ظهرها للتوسد ضميرها الحيّ اليقظ .
هذه الذئاب التي تعرف أكتافنا بينما أشغلتكم معرفة أكل هذه الأكتاف ( من أين ) أكتافنا التي تعرّقت وجباهنا التي حَـكَـت للتراب عن الصلوات الأخيرة .
تلك التي توقظنا صباحاً على أجنحة الوضوح والصدق والوفاء .
هاهي حولنا تدربت خُطاها على إيقاظ الخزامى في أرواحنا .
نفضت عنا التعب بأقدامها تحاول لعق رائحة الجريمة .
الجريمة بشكلها البشع ، تلك التي مارستموها ضدنا بأسماء مختلفة وبأدوات متشابهة .
هذه رسالتنا لك أيها القاتل المموّه عمداً .
تهيأ لترى في نهارك المعتم كيف ترتكب الذئاب حقنا .
كن على حذر ولا تطلب الرحمة لأنها الذئاب الأساطير
ستفعل ..............والله


يتبع...

 

صالح الفرحان غير متصل   رد مع اقتباس