التّعامل مع هذا النّوع من الفنون كحالة انسانيّة وجدانيّة تخاطب العقل و العاطفةَ معاً هو ما ينقصنا !
الفنّ التّشكيلي بدأَ مؤخّراً فقط بالدّخول إلى عالمِ اهتمامِ الانسانِ العربيِّ المثقّف , ذلكَ أنَّ هذا الفنَّ يُخاطبُ مَلَكةَ الإبداعِ في مخيّلةِ كلٍّ منّا , أمّا معرفتُنا ببيكاسو و دالي و كوخ فقد تبقى معرفةً اسميّةً مرتبطةً بمنهاجٍ مدرسيٍّ او مقالٍ أدبيٍّ أو حتّى حبٍّ للظّهورٍ بمظهر المثقّفِ العارفِ بكلِّ شيء . قلّةٌ أولئكَ الّذين حاولوا أن يقتربوا من هذا الفنّ مثلاً عن قرب و فهم مفاتيحِ مخاطبتهِ وعي الانسان و لا وعيهِ و شعوره .
كذلكَ الامرُ مع الموسيقى الكلاسيكيّة العالميّة و الكاريكاتير و قصيدة النّثر و الرمزيّة , و ينطبقُ هذا على الخطّ العربيّ , و قد ييعودُ هذا إلى كونِ الانسانِ يميلُ إلى ما يُخاطبُ عاطفتَهُ بشكلٍ مباشر و هو ما قد يُفسِّرُ طبعاً انتشارَ الفنِّ الهابطِ و الأدبِ الفارغ .
أضف إلى ذلك توجّه الانسان العربيّ و انبهارهُ بالثّقافةِ الغربيّة , أو الغريبة بشكلٍ عامّ , على حسابِ ثقافتنا الخاصّة .
أستاذ سعد بن علي ,
لفتةٌ جميلةٌ جدّاً و موضوعٌ يفتحُ أبوابِ الحوارِ على الثّقافة ,
شُكراً لهذا المقالِ الجميلِ الواعي .