الورقة رقم " 7 "
اليوم ، ودون سابق إنذار رن هاتف الجوال الرسمي ، وكان على الطرف الآخر النقيب " حسين الموسى " سكرتير " العقيد " ، وأخبرني أن " العقيد " سيزورني في شقتي مساء هذا اليوم ، وقال آمرا ً " لا تخرج من الشقة .. ولا تـُقفل هاتفك الجوال " .
ما أزال أتذكر تفاصيل لقائي الأول مع " العقيد " .. ملامحه لا تكشف لك عن عمره الحقيقي ، حتى هذه اللحظة أكتفي بالتخمين .. عمره ما بين الاربعينيات والخمسينيات. متوسط الطول ، أبيض الوجه ، له فك يخيّل لك أنه تم تركيبه لاحقا على وجهه ، صارم ، له نظرة تشعر أنها تخترقك وأن بإمكانها معرفة ما تفكر فيه ، نحيف ، له صلعة عجيبة .. كأن الزمن عبث بشعر رأسه بطريقة شيطانية لكي يسخر منه الناس ، ولكن .. من لديه الجرأة ليسخر من " العقيد " ؟.. وهو أحد الرجال الأقوياء في الوزارة ، وسأكتشف لاحقا بأنه يكاد يكون الأقوى لأنه سيّد " الجهاز " بلا منازع . أسنانه بيضاء وجميلة .. ولكن لا أذكر أن هذه الاسنان قد قدمت ولو ابتسامة واحدة تُشعرك أنها حقيقية ومريحة ، فرغم بياضها الناصع إلا أنها لا تعطيك إلا ابتسامةً صفراء.
عندما أخبرني أحد الزملاء أنه من " الجنوب " تذكرت زميلي الشهم والطيب والبسيط جداً " علي بن غرم الله الزهراني " كان من " الجنوب " أيضا .. قلت لنفسي : " من هذا الغبي الذي قال إن لأهل الجهة الواحدة نفس الملامح والطباع " .
* لستَ بحاجة لهذا التلميح عن " الجنوب " وأهله ..
ـ أقسم بالله أنني لا ألمح لأي شيء ..
* تعلم – في داخلك – أن هذه الملاحظة ستغضب البعض منك والدليل أنك أردت أن " ترقعها " بمديحك لزميلك الجنوبي " علي غرم الله الزهراني " .. أنصحك بشطب الفقرة الماضية !
في تمام العاشرة مساءً قـُرع باب شقتي ..