تَقَابَلا عَلى كَرَاسِي الدِرَاسَة
" جَمِيلَة "
لَهَا نَصِيبٌ مِنْ أَسْمِها
" مَطَر "
شَابْ عَادِي .. يَُميُزُه تَفوقُه العِلْمِي وحُبُه الشَدِيد لوُرُود " البَنَفْسِج "
مَرَتْ سَنَواتُ الدِرَاسَة
تَخَرَجا
بَدَأتْ جَمِيلَة عَمَلََها فِي شَرِكَة وَالِدِها
انَتَسبَ مَطَر كَمُعِيدْ فِي نَفْس الكُلِية
التَقَيا فِي عِدَةْ مُنَاسَبات .. عَمَلية واجِتَماعِية
مَرَتْ الأيَام سَرِيعاً
.
.
وَصَلتْها بِطَاقَة دَعْوَة لزِفَافْ
كَانَ اسْم العَرِيس .. مَطَر
وكانَ اسِمْ العَرُوس .. أَمَل
لم تَقُل شَيء .. أَغْلَقَت الظَرْف
فِي يَومْ الزِفَاف .. كَانَت هُنَاك
عَرَفتها
إنَها أمَل الطَالِبَة فِي الدُفْعة التَالِية لَهُم
.
.
مَضَتْ سَنَتانْ
لَمْ تُقَابِلَهُ خِلالَهما أبَداً
.
.
كَان صَبَاحاً جَمِيلاً
سَمِعِتْ طَرْقاً عَلى بَابْ مَكْتَبِها
انَهُ مَطَر
ابْتَسَمت كَما هِيّ عَادَتِها عِنْدَما تَرَاه
لَم يَبْتَسِم هُو هَذِه المَرَة
جَلَسَ
تَكَلم بِألََم
عَيْنَاهُ مَلؤُهَا الدُمُوع
كَانَت تَسَْمَعَهُ .. تَنْظُرُ فِي دُمُوعِه
بَعْدُها .. وَقَفَ .. قَال:
أرِيدُكِ أنْ تَأتِي مَعِي إلَيها
ذَهَبَا إلى المُسْتَشفَى
كَانَت أمَل هُنَاك
جَسَدْ ضَعِيف .. شَارَفَ عَلى الرَحِيل
جَلَس بِجَانِبِها
جَلَسَت هِي فِي الكُرسِي القَرِيب من السِرِير
قَالَت بِضْعَ كَلِمَات
كَانَت أمَل نَاظِرَةٌ إلَيها .. تَسْمَع
أمْسَكَت يَدَها .. تُطَمِئنها
تَرَكَت المَكان
بعدها .. حَاوَلَت الاتِصَال بِهِ عِدَة مَرَات
لَمْ يَرُدْ
بَعْدَ أيَام .. اتَصَلَ بِها
مَاتَت أمَل
.
.
مَرَت سَنَةٌ أخْرَى
لَم تَرَاه مُنْذُ عَزَاء أمَل
كَانَت تَنْتَظِر
.
.
فِي أحْدَى جَولاتِها التَسَوقِية
التَقَتْهُ صُدْفَه
قَدَمَ لَها مَنْ مَعَهْ .. زَوجَتَه الجَدِيدَة
اخْبَرَها
لَقَد أتَتْ بِهِ ليَخْتَار هَدِية يَومْ مَولِدِه بِنَفسِه
ابْتَسَمَت
قَالَت:
مَبْرُوك .. يَومْ سَعِيدْ
سَألَها .. وأنْتِ؟
لاشَيء .. عَادَةٌ " قَدِيمَة " تَعَودْتُها مُنْذُ سِنِينْ .. التَسَوق
رَدَتْ .. واسْتأذَنَتْ مُغَادِرَة
.
.
اسْتَقلت سَيَارَتِها
عَلى الكُرْسِي المُجَاور
وَضَعَت بِطَاقَةْ عِيدْ مِيلادْ سَعِيدْ .. وَوَرْدَة بَنَفْسج
أدَارَتْ مُفْتَاح سَيَارَتِها
وهِي تَبْتَسِم .. فِي دِمُوعِها
" بَعْضُ الأشَيَاء لا تَأتِي أبَداً "