حين تكبر أوراق الشجر .. تسقط ، وحين يشيخ المساء .. يموت ، إلا أطفال غزة .. يمضون ورائحة الحليب في ثيابهم ، ولثغة ألسنتهم لم تزل ، ينامون وقلوبهم إلى جوارهم .. تترقب صوت انفجار أو انهيار بناء ، ويصبحون وفي أيديهم حجارة صغيرة .. يتحالفون على اسقاط طائرة ، أطفال غزة بلا مدارس .. وهل يحتاج الموت مدارس ؟ .
الرياح تأكل الأشجار .. والعواصف تلتهم الأبنية .. والفيضانات تغرق الغيطان .. ونحن هنا باقين .. بعنا العزة من زمن .. والكرامة نقرأها في صفحات التاريخ .. والحرية ليست من مقاسنا ولا تناسبنا .. أليس هناك فيضان يأخذنا ونرتاح من هذا الألم ؟ .
خنقوك يا حبيبتي .. خنقوك يا غزة .. خذلك الأخوان .. دعيهم .. فالجبن يصنع الأموات .. أنت حرة .. لن تتخيلي كيف يفكر العبيد .. أنت حرة وهؤلاء معذورين .. لا يعرفوا الصراخ .. ودأبهم الخنوع .. أنت حرة .. فهلا أقمت العزاء للأموات .
================
أميرة سراب .. كلماتك في قلوبنا .. عباراتك التي نزفت من القلب قد صرخت بها حناجرنا .. لم أجد وجها لأن أكتب لغزة .. يملأني الخجل من حالنا وعجزنا وخنوعنا .. فوجدت هذه الكلمات تجيش بها نفسي .. فأثرتها تعليقا في نصك .. فسامحيني وكوني بخير بإذن الله