منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " خصوبةٌ . . وبعضُ إرباك "
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2009, 02:19 AM   #26
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سعـد الوهابي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

سعـد الوهابي غير متواجد حاليا

افتراضي


.
.
.
( خصوبة . . نفسية )


لاتخلو حياة من منغصات ( الحزن ، الفقد ، الزعل ، الوجع . . . إلخ )

ندوب سوداء في جسد الحياة

وكلما كان جسد الحياة أكثر نضارة وأكثر إشراقاً وجمالاً

كلما كانت تلك الندوب أكثر وضوحاً وعلامات فارقة إما تزيدها حسناً كــ حبة

خال على خد عذراء أو كـ وشمٍ مرسوم تحت إشراف محترف - إن كانت قليلاً جدا _

وإما أن تشوه ذلك الجسد كـ آثار حروق من الدرجة الثالثة على وجه طفلٍ بريء

كلما كانت تلك الندوب كثيرة فوق معدل الاحتمال . .

ولاتفقد الحياة هويتها ويشعر فيها الشخص بوجع رهيب

يجعلها بلا لذة بلا أمل بلا حلم إلا إذا تذوق مرارة الإحساس

بألم من يحب وقلةٌ هم من يستطيعون الإحساس

بعمق ألم القاطنين في أعماقهم والعائشين على نبضهم

والمنغمسون في كل تفاصيل حياتهم . .


مرارة مذاق تلك اللحظات / الفترات في الحياة

يُفقِدُها أهم مميزاتها ويشكلها بوجهٍ بلا ملامح

بـ أفق مظلم كـ دربٍ في متاهة سرمدية . .

والظلم أبشع منغصات الحياة وأكثر ندوبها بشاعة

وخاصة عندما تحس بالعجز عن رده

لأنه واقع عليك من شخصٍ يمتلكك وتحبه . .

والأشد فضاعة من ذلك عندما تكون أنت في ذات الدور

في عين من تحب عندما تمارس ظلمك على من تحب دون ان تقصد أو تشعر بذلك . .

حتى يخرج من صمته فيصرخ في وجهك :

" ظالمٌ أنت ورب الكون ظالم "

وكأنه يوقظك من سباتٍ عميق بعد يوم عمل شاق بصفعة على خدك

فـ تصحو مفزوعاً ، مذعوراً ، متحطم ، مشتت لاتعلم بأي شيء تبدأ به

لـ تحطمه على رأسه . .

حيرتك في ذات الوقت دليل على أن عقلك كان يفكر في

وقت ظلمك لمن تحب تفكير غير منطقي وسلبي النتائج وبفضاعة . .

عندها فقط تكون حياتك بشعة ، قبيحة ، تفاصيلها حقيرة . .

عندها فقط تفقد هويتك وتبدأ في ممارسة ندمك

مرة على مرأى ومسمع ممن تحب ومرات في الخفاء بينك وبينك

وكأنك تعلم أنه لن يوافقك على ماتفعله في ذاتك / نفسك . .

تندم ، تعاقب نفسك ، تبكي ، تنتحب ، تهجر كل شيء في حياتك الاعتيادية . .

تُضرب عن الطعام ، تنطوي على نفسك . .

تهجر النوم وإن غفت عينك لوهلة من فرط إرهاق فهي على موعد مع جرس منبه

ضميرك المؤقت كل 10 دقائق . .

في خضم ندمك وفي لحظات إسرافك في جلد ذاتك

تتراءى لك اللحظات الجميلة ، المرحة ، السعيدة . .

فتزيد إسرافاً في معاقبة نفسك ، روحك ، عينيك ، جسدك . .

تمارس كل ذلك بوحشية وكأنك عدوك

تمارس كل ذلك بقسوة رهيبة وكأنك تحاول الشعور ببعض وجع من تحب . .

وفي ذات دوامة الوجع . . وفي متاهة انطوائيتك . .

تظهر لك الكف العليا ، البيضاء ، كف الصفح ، العفو . .

عظمة العظماء وتتجلى لك في ذات الكف التي أيقظتك بـ صفعة

لتخرجك من تلك الدوامة تمتد إليك في لحظة يأسك ، ندمك ،

جلدك لـ ذاتك الرهيب لتربت على كتفيك وتقول :

" لابأس حبيبي "

عندها فقط تشعر بأنك ذرة رماد في رياح هوجاء . .

تتيقن أنك وإن فرشت جفنيك لـ ذلك الحبيب لن تستطيع

أن تصل لجزء بسيط من عظمته ، بياضه ، حبه لك ، كرمه . .

تؤمن بأنك لم تكن مخطئاً عندما هجرت من أجله كل شيء

وتخليت من أجله عن كل شيء . . .

فتتعلق به أكثر وتجثو بين قدميه معتذراً ومتوسلاً

هكذا يكون الحب وهكذا تكون قلوب الكبار الغارقة في البياض

المختلفة عن بقية هذا العالم . .

عند ذلك تتراءى لك تلك الندبات في حياتك علامات حسن . .

وفي حياة من تحب علامات قبح وتشويه . .

تُرى هل ستبقى تلك العلامات الموجعة عالقة في ذاكرته يوماً ؟ !




(احترامات . . نفسية )

سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "




التعديل الأخير تم بواسطة سعـد الوهابي ; 01-01-2009 الساعة 02:25 AM.

سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس