[نواف التركي]

ـ كان يا ما كان في سالف العصر والأوان كانت شهريار ( وربي للحين ما أعرف شهريار هو الرجال وإلا المره أحس يتشابهون حيل ) الزبده عاد كلهم ماتوا ما علينا فيهم نبدأ سالفتنا , يوم إني توّي أبدأ أميل للقراءه وأشتري كتب والسوالف هذي , طبعاً قبل ما فيه إنترنت ودش ومدري وشو يعني اللي يقرأ عند البدو كتاب أبو خمسين صفحه مثقف , الزبده رحت لـ سوق عندنا شعبي كذا أتمشى ـــ السوق هذا فيه أشياء مستخدمه يبيعونها , وعشان تكونون بالصوره هم يبيعون أي شي وأقصد بأي شي أي شي صج , يعني عشان تتصورون كيف , أيام أزمة العراق وبعد ما تحرر الكويت ظلّت خنادق الأمريكان فيها بعض المخلفات , في السوق هذا كانوا يبيعون ( ويسكي ) مو عشانه ويسكي لا كانوا يحاسبونه شامبو , ويحرجون عليه إنه شامبو ( يعني عليه العوض ومنه العوض ) ناس منتهيه , وبصفتي أحد سكّان المدينه ويعنني مسوي غير العقليات هذي , رحت أتمشى يمكن ألقى باقي شامبو معتّق هنا ولا هنا , هيه أمزح لا أحد يصدق , الزبده وأنا أتمشى في السوق لقيت شايب حاط قدامه طاوله وعليها كتب كثييييييييييييره , قلت بس خلني أروح أشوف الشايب المثقف هذا وش عنده من كتب أكيد إنه ناوي يبيع مكتبته الخاصه , جيت عنده طالعت بوجهه إلا مبين الثقافه بتطلع من عيونه ( ياهو من جنبها ) ..

السلام عليكم :

هلا

طبعاً هلا يعني عليكم السلام وأخلص علي شتبي , شوي الثقافه الدينيه عندنا تخضع للمزاج ..

شلونك يا حجي :

لا تشغلنا شلونك وكيف حالك ورانا شغل ..

عادي يتعاملون حقين البزنس عندنا بالشكل هذا ومعذورين الوقت من ذهب ..

حجي الكتب للبيع ..

أنت فاضي يا وليد ..

أفا ليش يا حجي ؟

الحين أنت تبي تشتري ولا تبي تخربط

لاوالله أبي أشتري ..

أجل شوف وش تبي وبدون لجّه ..

أبشر طال عمرك

قمت أقلب الكتب وأنا الله لايعوق بشر مشتري مشتري مو عشان أقرأ بس عشان أنستر من هالشايب اللي مزاجه أي كلام ..

وأنا أقلب بالكتب لقيت كتاب الأغاني لأبي فرج .. صراحه من زمان كان ودي فيه وودي أقراه بس غالي ووقتها أنا أتسلف حق الدخان من أبوي , طبعاً ما يدري إني أشتري دخان بس من هالأعذار أخوياي طالعين للبر وقاطين حق ذبيحه ـــ عرس واحد من أخوياي ومن هالحكي اللي يمشي على أبوي , الزبده لقيت عشر مجلدات نسخه قدييييييييمه
وفيه كم مجلد شكلهم ضايعين , أها النسخه القديمه في مجلدين للفهارس , مافيهم فايده كلهم فهارس قلت بس الحين أبي أضحك على الشايب هذا وأخذ الثمانيه والأثنين بقول مو نفس الكتاب عشان السعر يفرق ..


حجي أنا باخذ الثمانيه هذولي كم ؟

شكلي ما اعرف أنصب على أحد , مدري هو خبره ..

طالع فيني شوي وراح قلّب الكتب وطلع الأثنين اللي أنا حاطهم تحت بحوسة الكتب , قالي الحين هذولي مو كلهن شكل واحد , قلت أيه بس أنا أبي الثمانيه بس ..

شوي كذا وينادي واحد حول عمري تعال يا فلان , قلت يارب ما يعرف يقرى لأن أغلب اللي يبيعون بالسوق هذا ما يعرفون يكتبون أسمهم , قاله الشايب شوف هذي هي نفس هذي ولا لا , العمى طلع يفهم , طالع فيه الولد قال إيه نفسها حتى شوف نفس الرسمه نفس الشي ( أما الرسمه ) قلت حجي هذا ما علي منه الكتاب مو نفسه تبيع هذولي ولا لا ..

قال ياولدي تبيهم كلهم خذهم ولا خلهم كلهم ..

قلت لا يبه ما ابيهم
يعنني حركات أمشي ويناديني

والله مشيت ما ناداني
حسيت إني بخسر الصفقه رجعت وأمري لله بأشتريهم كلهم وش أسوي ..

خلاص حجي أبيهم كلهم

كم ؟

كل كتاب بخمسه ريال تبي ولا فيه واحد توّه سامهم ومشى

بذمتك يعني حركات أهل سوق ..

لا يبه أنا شريت

بخمسه ريال الكتاب عزالله إنّه مسوي صاديني ..

اللي خلاني أكتب القصه هذي إني وبعد أكثر من 14 سنه رحت أدوّر في مخزن قديم عندنا عن عدّة عشان بصلح الحنفيه ولقيتهم موجودين بالمخزن , نسيت نفسي وأنا أقلب فيهم وأضحك من قلب .. الله زمان والله .. من متى ما قريت كتاب وربي ما أذكر .

بالعاميه قلنا أوكي .