اشارت بالمسا بدر التمام
ولكنها رمتني بالسهام
فقلت لها قتلتيني فخافي
إلهك يا رشيقة القوام
تلك الاغنية كانت احدى اجمل الاغاني التي تغنى بها المطرب الراحل عبداللطيف الكويتي واحدثت ضجة لدى المستمعين ليس لحسن كلماتها ودقة التصوير، بل لان المطرب عبداللطيف الكويتي قدمها بأسلوب جديد في بداية الثلاثينات من القرن الماضي، وسجلها على اسطوانة حققت رواجا واضحا وغناها بعده عدد من المطربين بينهم محمود الكويتي، سعود الراشد، عبدالحميد السيد، وغناها قبل سنوات عدد من المطربين الشباب، لكن يظل اداء عبداللطيف واسلوبه هما الميزان، ولم تكن هذه الاغنية هي الوحيدة التي قدمها واحدثت ضجة بين الجمهور وعشاق الغناء، بل ان عبداللطيف الكويتي قدم في مشواره الفني عشرات الاغاني الرائعة ومنها اغنية «يا بدر ويلاه» التي يقول مطلعها:
يا بدر ويلاه من قلب عشق
مولع بالزين مجبور شديد
عف به طرد الهوى من احترق
يا بدر ما اسلم انا قلبي حريق
وهي من اجمل الاغاني التي قدمها ولاقت الكثير من القبول وتغنى بها بعد ذلك عدد من المطربين ولا يمكن للمتابع ان يتجاهل اغنية «يا ولد منصور» التي يقول مطلعها:
شي عجيب يا ولد منصور
هذا الغزال اللي تعدانه
والراحل عبداللطيف الكويتي غنى عشرات الاغاني التي ما زالت حتى يومنا هذا خالدة، وعلى رغم ان بعض الاغاني سجلها مطربون آخرون، الا ان اداء عبداللطيف هو الافضل بعد هذه السنوات، ومن الاغاني التي قدمها وحققت الكثير من النجاح نشير الى ريم الفلا، ملك الغرام، يا طير سلم لي، يا بديع الجمال، في هو بدري وزيني، يا من يرد لي الغالي، زارني المحبوب، سلوا فاتر الاجفان، نظرة البستان، وهي من اجمل الالحان التي قدمها هذا المطرب في مشواره.
كما قدم عبداللطيف الكويتي اغاني رائعة اخرى مثل قف بالطواف، يا ليلة دانة، دنت الساعة التي يقول مطلعها:
دنت الساعة وانشق القمر
من غزال صد عني ونفر
والملاحظ ان عبداللطيف الكويتي كان يختار كلمات اغانيه من بطون الشعر العربي القديم لكونه كان محباً للشعر منذ صغره، لذا تجده يقدم قصائد رائعة لم يسبق لاحد غيره ان قدمها، كما انه كان دائم التجديد في اعماله الفنية، ومن اغانيه ايضا، يا سعود التي يقول مطلعها:
يا سعود بشكي لك الحال
على عشير سباني
والغريب انه على رغم هذا النجاح الكبير الذي حققه المطرب عبداللطيف الكويتي، والمكانة الفنية التي يحظى بها الا انه لم يقتحم التلفزيون، وعلى رغم المحاولات العديدة التي بذلها المسؤولون في التلفزيون لتسجيل جلسات او اجراء لقاءات معه، إلا انه كان دائم الرفض ولم تفلح المحاولات كما يشير زميلنا صالح الغريب الا مرة واحدة في عام 1964 عندما نجح الاعلامي رضا الفيلي باقناعه ان يسجل مجموعة من اغانيه شاركه العزف والتصفيق عدد من المطربين على هيئة الكورال وهو التسجيل الوحيد له.
رحلة المرض
وما دمنا نتحدث عن هذا الفنان الكبير فلا بد لنا من ان نتوقف عند مرضه، حيث اصيب بمرض عضال أقعده لفترة طويلة، ولم يشف منه، أصيب بالشلل حتى آخر حياته، لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة العطاء ولا عن الرحلات خارج الكويت، بل زاده تصميما على مواصلة رحلة الابداع وواصل تسجيل اغانيه في عدد من العواصم العربية ورحلاته الى مدن عربية وغربية لانه آمن بفنه، ونذر نفسه له.
وقد رحل الى جوار ربه بعد رحلة زاخرة بالنجاح والتفوق في 12 فبراير 1975، يومها كان يبلغ 74 عاما كما تشير المصادر.
وعلى الرغم من مرور هذه السنوات يظل الفنان الراحل عبداللطيف الكويتي هو مطرب الكويت الاول وأول من سجل اغنية خارج الكويت. وغنى في عشرات الاذاعات متجاوزاً الحدود والمرض والآلام