*
صديقي الذي أكره، عدوّي الذي أحب: ثامر،
فكرة الطرح عبقرية، لا شيء ينقصها سوى قارئ متفتّح (متفتّح ولو قليلاً)، أقصد بالقارئ المتفتّح: القارئ الذي يملك الشجاعة للقراءة والتقمّص، للقراءة والتجربة، للقراءة والقراءة. للأسف لم نكن قرّاء مخلصين للفكرة، قرأنا الطرح كما تُقرأ الجريدة اليومية، وكقراءة الرقية.! كان علينا أن نفهم أكثر، ولو اضطررنا للنباح، ولو اضطررنا للتحرك بقوائمنا الأربع، ولو اضطررنا للهاث، لملاحقة كرات التنس، للاحتفاظ بعظم الوليمة، لمطاردة القطط، للعق أنفسنا، وللتزاوج - أيضاً. لم ينقصنا سوى التفكير كالكلاب لنشعر بإنسانيتنا حقاً، وهذا جزء مما تريد قوله هنا يا صديقي، ألا أن ردود الفعل " المدّعية " - إن سمحت لي بالقول - تجاهلت التماهي الكوني، بالمجمل، كما تجاهلت الثقافات القديمة التي ترى في داخل كل إنسان حيوان - مما مكنهم من تحليل سيكلوجية بعضهم البعض وسهّل عليهم التفاهم والتأقلم أكثر، وهذا من آلاف السنين - لقد تجاهلت حتى الرؤية الشرعية بالفكرة وحوّلت (لئلا أقول حوّرت) الموضوع إلى ماكان يناهضه بالأصل (لماذا لم تكرّمنا؟)!! يؤسفني ألاّ نتعاطى مع النصوص الدينية بجمالها وحذاقتها وسعتها، يؤسفني أن نأخذ من حديث " ولوغ الكلب " حكماً لنجاسته ولم نقل: هذا الحديث يوضّح بشكل جلي إباحة تربية الكلب والتعايش معه وحتى احترامه. يا صديقي، يا صديقي البهي الجميل، لو كان الكلب بهذه الحقارة حقاً أكانت ستدخل عاهرة بني إسرائيل للجنة بسببه؟
لا أقول سوى.. أقم الصلاة يرحمك الله