" يا هلا و مرحبا
نورك طفّى الكهربا "
جملة يقولُها أطفالُ غزّة اليوم , ليس لسعادتِهم بتشريف باراك و موافقته على اكمال المفاوضات و ليسَ بسبب نجاح أوباما في الانتخابات الأمريكية , أو دعوة عباس إلى تشكيل حكومة جديدة"مفصّلة" على قياس الوضع الجديد بعيدة عن الفصائل , و لا بسبب الملايين المتساقطة هنا و هناك على رؤوسِ زوّارِ الشّاشةِ الصّغيرةِ الكِبار العربيّة و لا بسبب ارتفاع سعر برميل النفط أو انخفاضه ,
أطفالُ غزّة يقولون هذهِ الجملة للموت جوعاً , و للكتبِ الصّغيرةِ على ضوءِ الشّمعة و لأصواتِهم تردّدُ بذاتِ الحماس :
بعزمي و ناري و بركانِ ثاري
و أشواقِ دمي لأرضي و داري
صعدت الجبالا و خضت النضالا
قهرت المحالا عبرت الحدود
بيدَ أنَّ الحدودَ مقفلة حتّى بوجهِ ضيوفِ اللهِ سبحانِه و تعالى في أيّام الحجّ و حتّى بوجهِ المساعداتِ و أكياسِ الطّحينِ و الأدوية ,
بحقِ القسم تحت ظلّ العلم
بأرضي و شعبي و نار الألم
سأحيا فدائي و أمضي فدائي
و أقضي فدائي إلى أن تعود
و بحقِّ الرّغيفِ إذ يقفُ النّاسُ في طوابيرَ لا تنتهي للحصولِ عليه بعد نفاذِ الوقودِ من المخابزِ , بحقِّ كلِّ ذلكَ , يموتُ الفلسطينيُّ فدائيّاً و تنتفخُ بطونٌ أخرى , ليسَ من الشّبع , بل من تُخمةِ الجشع !
الجلالُ و الجمالُ و السّناءُ و البهاءُ في رُباك , في رُباك
و الحياةُ و النّجاةُ و الهناءُ و الرّجاءُ في هواك , في هواك
إلّا أنَ رُبا غزّة اليوم ممتلئةً بخطواتِ الاطفالِ الصِّغار يندّدون بالحصار و يطالبونَ العالمَ الصّامتَ بأن يتدخّلَ لانقاذهم , و هواؤها مليءٌ بأصواتِ وكالةِ الغوث تحذّرُ من كارثةٍ انسانيّة في غزّة !!
قضية السلام و المبادرة العربيّة على طاولةِ المباحثات , أمريكا ترحّبُ في اطارِ حملةٍ انتخابيّة و دمشق تؤيّد و حماس تتمسّك بحوارٍ غير مشروط و الأمم المتحدة تُطالب و بان كي مون يتصل " هاتفيّا "
و اسرائيل تتجاهل و ترفض , و الحصارُ يستمرّ ..
المرافق الصّحيّة الهزيلة أصلاً مهدّدة بالتوقّف .
* الصّور عن الجزيرة