خالد شجاع
ـــــــــــــ
* * *
أرحبُ بك كثيراً .
:
فرْقُ شاسعٌ بينَ أنْ نُعرّف [ الشعر ] بأنّه : " كلامٌ موزونٌ مُقفّى " ،
وَ بيْنَ أنْ نعرّف [ القصيْدة ] بذات التعريف ..
لأنّ كُلّ شعرٍ : قصيدة ، وَ ليستْ كُلّ قصيدةٍ شعر .. و سنتّفقُ على ذلك
عندما نقول عن ألفيّة ابن مالك بالنحو - مثلاً - ، أنّها قصيدة و ليستْ شعر .
مِن بعدِ ذلك سأقوْلُ :
بأنّ الشعرَ أرْحبُ منْ ذلك بكثير ، وَ لا يُمْكنُ [ للوزن وَ القافية ] أنْ تَحدّه
وَ تَحدّ منهُ أبداً .. - أيضَاً - لا يُمكنُها أنْ تمْنحَ صفَة الشّعر لمَا لا شِعرَ فيْه
لمُجردِ وجوْدهَا فِيهِ .
:
سأتجاوزُ العمُوديّ وَ شعر التفْعيلةِ - لمعْرفَة قوانينهما - إلى قصيْدةِ النثْر
التيْ منحْتها مجّانيّة مُفرطةً وَ أسمَيْتها بـ " أحاديث نفس " وَ كأنّ ما تراهُ
شعْراً ليْسَ حديثاً للنّفس - أيضا - !
عزيْزي خالد .. [ قصيْدة النّثر ] نوعٌ من أنْواعِ الشّعر ، لا يُمْكنُ إلغاؤه أو تجَاهله
بناءً على اعْتقادنا سهُولَته و انتفاء قوانين كتابته ، بَل أراها مِن أشَدّ وَ أصعبِ
القوَانيْن بالشّعر في كتابَتها .
:
تسْأل :
" هل من الصحيح أنه عندما يطغى نوع سيء على النوع الحسن
أن نرفض الجميع برمّته ، أم أن نبيّن هذه الأنواع ونميز الصحيح من المخطأ ،
أم أن نجعلها للقارئ هو الذي يحدد أين الحسن من القبيح ؟ "
لأجيب مُتسائلاً :
- و مَن لَديْهِ الحقّ بإصدارِ حُكم [ السيء وَ القبيح ] على الأشياء
التي يعود الحُكم فيها على الذائقة باختلافها و اختلافاتها ؟!
:
شكراً تليق بفكرك المضيء .