منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أدونيس
الموضوع: أدونيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2006, 12:25 PM   #4
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

افتراضي




معجمٌ مصغّر لهن
أدونيس

..........


أ
بدأت حياتها ناراً مفردة
ولن يكون لرمادها شبيه.


ب
حبها، صيغة ماضية
لا تحاور إلاّ المستقبل.


ت
ارتجف الضوء حول جدران بيتها
حين التطم بأطرافي:
حقاً،
ليست الروح هي التي تتذكّر،
بل الجسد.


ث
حبٌّ –
صدرٌ مفتوح،
لكن للصدر صوت كأنَّه
لهجةٌ بائدة.


ج
حبٌّ –
عبودية تنسكبُ حرّة
من أباريق أبديّة.


د
الفجرُ يُزيّن جسدها
وجسدها يزين الليل.


ذ
عطرها فواصل وحركات
في كتاب جسدها.


ر
ما أكثر الجثث التي حرستها أحلامُها
والتي لا تزال تحرسها.


ز
حسناً، كما تشائين،
سأصعد إلى ذروات وهمك
وأتذوق أعاليَ الواقع.


س
لا ذراعاها،
لا خطواتها،
جسدُها هو الذي يفتح الأفق.


ش
حبٌّ -
كوكبٌ يتسوَّل
الفضاء.


ص
من فراش حبّها
خرج العالم الذي تكرهه.


ض
تغار من الغروب –
ألأنه وسادة الشمس؟


ط
تحب أن ترقص فيما تغنّي:
قدماكَ، أيّها العالم، مِلحٌ
والحَلْبة زبَد.


ظ
لا يعرف الحبّ
أن يحبّ
إلا غريقاً في
محيط الجسَد-
في بحيرة دمعها.


ع
لا يتوقّفُ جسدها عن تغيير
حدودهِ وتوسيعها.


غ
"أخرجي من الكتب":
قالت لصديقتها،
وأخذت تمتدح الرّيشة والحبر والكتابة.


ف
هي-
جسدها مسألة في علم الفلك
لا في علم الحياة.


ق
مرة نظر إليها والى مرآتها،
وأخذ يتساءل: ما الفرق بينهما؟


ك
ترفض أن تستقبل الرّجل
الذي تحبّه على الأرض،
إلا إذا دخل عليها من باب السماء.


ل
كانت تتساءل، في أثناء حديثها عن الحب:
كيف يزن اللاشيء
الذي يقول كل شيء؟


م
ولدت في منعطف
يوحد بين العقل والقلب
والمخيّلة،
وتزهو بأنها الضالّة.


ن
لا يقين لها
إلآ في نَرْدِ الحبّ.


هـ
ليلى، تلك التي أحبّها الجنون،
أعطت اسمها إلى الّليل.

أين الضّوء الذي يقدر أن يطفئه؟


و
رأسها أمطار وعواصف
لكن جسدها بحار من العطش.


ي
حول قدميك، يجلس البرج الثالث عشر
من أفلاك جسدكِ غير المرئيّة،
ممسوحاً بزيت الرّغبة
ملفوفاً بثوب الحبّ.

متى ستفهمين الأفقَ الذي ابتكرتُه صورتي لمعناكِ؟




--------------------------------------------------------------------------------

(أول الجسد آخر البحر) أدونيس / دار الساقي- الطبعة الأولى 2003

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس