منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أوراقــ..، تـخـ..ـتــنِـقْ .!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2008, 03:37 AM   #2
محمد يسلم
( شاعر )

افتراضي


( 0 )


-ما قبل البداية.!-

هناكَ خلفَ ذلك الظلِّ توارى رجلٌ إحترمُ في ذاته حُبّ الناسْ والإنتصارَ لـ حقائقهِم وقضاياهم التي أدلَجها الدهرُ بـخُطاه المؤلمةِ ومارسَ عليها طُغيانهُ وجَشعَ الرغبةِ المزروعِ في ثوانيهِ المثقلةِ بـ قتلِ إبتسامةِ البعضِ منهم دونَ تناهٍ أو مُواراةٍ لـ خطيئةِ الإنكارْ.


لم يكن ذلك الرجل مؤمناً بـ الغيبِ ودوافعهِ الخفيّةِ لإجتثاثِ أرواحِ البياضِ ولفظََ من عقلهِ كُلَّ إيمانٍ بـ خُرافةٍ وإرثٍ أزليٍّ واستندَ إلى حقائقِ المنطقِ العقليِّ ومُعطياتِ الفكر لـ منحِ نفسهِ تذكرةً في حقِّ التحرُّر من جدليةِ التشريع وحُمّى الكَهنوت الظالِم بعدَ أن أقرَّ في داخلهِ بـ الإنسانيةِ ديناً تجتمعُ إليه بناتُ آمالِ البشر وتلوُّن موائدَ أُنسِهِم مُتأنِّقينَ خلالها بـ ومضاتٍ تزركشُ اللياليَ بـ فجرٍ آنيٍّ مُبهِج .!


إحتفَظَ بـ الكثيرِ من الصورِ التي شكَّلها عقلهُ الباطنُ عن حكايةِ الغدِ الجميلِ والوعْدِ والوعيدِ جرّاءَ تأمُّلهِ لـ الأشياءِ بعيداً عن ظاهِرها المُحبِط، كان تمايُلُ النخلِ بـ أغصانهِ حول نفسهِ مُوحياً لهُ بـ فتنةِ الريحِ بجسدِ الأنثى، وكانَ إكتمالُ قرصِ الشمسِ لحظةَ المغيبِ وحياً بـ إستدارةِ القدرِ حينَ غدرٍ لـ عاشقٍ مُتفانٍ، كَذا كان تواؤُمُ الغيومِ مُوحياً بـ تشابُكِ الأنفاسِ لاقترابها من إعلانِ الرحيلِ عبرَ بوقِ الغيابْ، كلُّ شيءٍ حولهُ كانَ مختلفاً مُتجلياً يقودُ لـ تحليلاتٍ وجوديّةٍ أخرى ومَواجدَ لا تحلّلُها الأبجدِيات.


لم يتوانَ لحظةً عن زرعِ ثقافتهِ ورؤيتهِ الرساليّة عبرَ كلِّ من قابلُ في محيطِ إحتكاكهِ اليوميِّ معَ محافظتهِ على خصوصيّةِ الخوضِ في عُمقِ تلكَ الرسالةِ خشيةَ أن يخذلهُ إستيعابُهم لها، كان متعصباً لكلّ ما يقولُ وإن بدا مُخفياً ذلكَ خلفَ هدوءهِ وإبتسامتهِ المتوترة، ولـ ربما أرادَ من ذلكَ أقلَّ القليلِ إثباتُ إنتصارهِ على ذاتهِ لـ ذاتهِ وبـ أنَّه بلغَ المنزلةَ وأن سلعةَ العلمِ مفتونةٌ بـ مُتعةِ الإنطلاقِ ومحفوفةٌ بـ مخاطرِ الإحتراق .!


جاءَ شغفهُ بـ الكتابةِ نتيجةَ إرتباطهِ المسبقِ بـ القراءةِ والتعمقِ في ما وراءَ صياغةِ الكاتِب وتحليلِ لغتهِ الباهتة او الخلاّقةِ، على الرغم من حداثةِ عهدهِ عُمراً إذا ما قورنَ بـ غيرهِ فقد أنهى الكثيرَ من فصولٍ لـ كُتبٍ إختطّها بـ دموعهِ جراءِ إختناقِ الزمنِ في رئته مُبدياً إرادتهُ بدفعها للحياةِ الخالدةِ بعدَ رحيلهِ مُستلاً سيفَ التجاربِ المخوضةِ من قِبَلهِ بينَ أرْوقةِ الغيمِ والحميمِ، وعلى تلكَ الصفحاتِ مًارسَ فحولةَ الصدقِ وطراوةَ النقاءِ ولم يلجأ لتزييفِ ما كانَ منهُ لـ جذبِ إعجابِ إحداهُنَّ إليهِ، بل كتبَ نفسهُ بكل ما فيها من سوءٍ قبلَ إحسان و وهنٍ قبلَ إستبيانٍ وضعفٍ قبلَ إتّزانْ.
.
.
.
م/ي

 

التوقيع

.
أجملُ الأجملِ / أن لا تفقهَ شيئاً !
.
.


التعديل الأخير تم بواسطة محمد يسلم ; 11-19-2008 الساعة 03:44 AM.

محمد يسلم غير متصل   رد مع اقتباس