أكرم التلاوي
ـــــــــــــ
* * *
مرْحباً بك شاعراً تُهدينا الشعر ..
[ ماجد الجهني ]
اسمٌ يستحقّ الضوء ، و ضوءٌ يستحقّ اسم الشعر و رَسمه ،
و لأنّني لم أكتفِ بهذا النص ، فقد كنتُ متابعاً لمتصفحك المُعَنْوَن
باسمه في الهدوء و أذهلني هذا الشاعر بالتقاطه للتفاصيل و قبْضه
على الدقيق منها .
:
[ صوت المقابر ]
هذا النصّ دليل إثباتٍ على قولي السابق و العابق باسمه ..
- على مستوى الموضوع : هناك تفرّد و تميّز و شاعريّة أولى تُصافح القارئ
و تفاجئه بذات الوقتِ .. إذْ الحَديث الحيّ عمّا هُو ميّت ، بمثابة بَعثٍ و إخراجٌ
للأشياء من الـ لا شيء !
- على مستوى الأسلوب : كان لأداة النداء في النصّ شعوراً بالحياة رغم
أنّ الحديث عن الموت ..
حتّى أنّ الأفعال - المُتحركة - تكاد أنْ تتساوى مع الأسماء - غير المُتحركة -
ممّا يوحيْ للقارئ بأنّ هذا النص جاء عادلاً بين [ الحياة و الموت ] ..
و في الأفعال ذاتها - أيضاً - ثمّة توازن بين ماضيها و مضارعها .
:
- اختيار الشاعر للقافية مُذهلٌ حدّ التطابق بين الصدر : كـ قبر
و بين العجز : كـ موت .
- جاء بحرُ النصّ قصيراً كـ عُمْر ، لكنّه طويلٌ كـ حياة .
- يصعبُ اختيارُ بيتٍ تميّز في النصّ إذْ كلّه كالجسد الواحد .
:
أمّا مأخذي على الشاعر : كلمة [ ركعة ] في قوله :
يا عم وش لك في حديث المقابر
................ من ركعة المولد إلى سكرة الموت
فمن وجهة نظري ألاّ مُبرّر لها ، إذْ لا ركعة في الميلاد ، بل في الموت
- على اعتبار أنّ الركعة تعني الصلاة - و إلاّ لا ركعة في الصلاة على الميّت ،
و كنتُ أُحبّذ و أقرأ الشطر كما يلي :
" من فكرة المولد إلى سكرة الموت "
:
هذا ما لاحظتُه و لفت انتباهي على عُجالةٍ من قراءتي ،
و ليْ أمنيةٌ أتمنّى أنْ تُحقّقها يا أكرم .. وهي :
أنْ نرى الشاعر [ ماجد الجهني ] متواجداً بيننا ، وأنتَ الكريم بتحقيقها
و هوَ الكريم بالموافقة .
:
و كلّ الشكر لك من قبل و من بعد .