قنديلٌ أوّل , لـِ ودَاد ! :
كيفَ أُشفى من جذعِ الهاء ؟
كيفَ أُشفى من جذعِ الهاء ؟
و تلفظني و تربكني , و تجمعُ أصابعكَ على هيئةِ صوتيَ و تطلبُ منّي أن أجدّلَ لكَ منهما غيمة !
صوتي و أصابعك , و ثالثهما قنديلٌ ضوؤهُ يعبرُ مستحيلاتنا الثلاث , و ينكسرُ عندَ غيابك !
و غيمةٌ بارقةُ الحزنِ , منفاها أصلُ حكايتك و وطنها منفاها بدونك ,
:
تهبني عنقَ صفصفافةٍ يتراقصُ عاشقانِ في ظلّها و أراقبُ انا كيفَ يتحوّلُ نسغُ الترابِ إلى حياة ,
كيفَ يتحوّلُ جشعُ اللّيلِ إلى أغنيةٍ للنّهار , إلى أمنيةٍ للنهار ,
كيفَ أُصبحُ انا جناحَ شجرةِ التّينِ و تُصبحُ انتَ تشرينَ السّنابلِ , يُخفي عُمرها و يُتابعُ الوقتَ بدلاً عنها حتّى احتضانٍ آخر ,
كيفَ تُصبحُ كِذبةُ الأسوارِ , سِواراً في معصمِي , يشهدُ انَّ النّخيلَ أودعَ آخرَ ثمرهِ بينَ دمي و يديك !
:
و أعرفُ أنَّ مطراً ما سيأتي , و أنَّ سنونوةً ستهبُ الأرضَ عينيها و أنّ بُركاناً سيلدُ حُلُماً على هيئةِ واو , واوٌ كتلكَ الّتي يبدأُ فيها اسمي و ينتهي عندها الفراق !
أعرفُ أنّه لم يبقَ على أن أجدكَ سوى اختناقٍ أخيرٍ , اختناقٍ يُشبهُ عِناقَ الأسئلةِ الأولى لعينيكَ إذ تختبئُ خلفَ الحزن , عناقاً يشبهُ أسئلةَ الاختناقِ الأولى إذ تحزنُ خلفَ عينيك !
:
و أغنّي وحدي لك :
فنجانكَ المسكوبُ على سوسنةِ الوجعِ في رئتي ,
ظلّكَ و كفَّةُ حزنٍ راجحةٍ و ربيعٌ يأتي دونَ ان أبكي
و أنتَ الأوّلُ ككوكبٍ فضيٍّ من أجلهِ يختبأُ القمرُ في صدري و أصلّي ,
و أنتَ الصّمتُ أزرعهُ , مكانَ الحرفِ في ثغري
أجمعهُ و ينساني , و يجمعني فأنساني ,
و أنتَ جناحُ الجفنِ يوقدُ في سهوهِ
ضوءَ طفولتي النائم , و نارَ الأرضِ في المطرِ
و أنتَ قناعةُ الأرضِ تحنُّ لبحرها الهارب
بأنّ الشّمسَ في عرسٍ و أنَّ الضّوءَ في قارب
يُسابقني إلى صدرك , يُثيرُ شمعةً تورق !
و أنتَ الـ جلّنارُ يُغيظُ الأوكسجينَ في وريديَ الأزرق
و يمنحُ قلبيَ المثقوبَ عِطرَ نبضهِ الأوّل
فيُمسكني و أتركهُ , و يتركني فلا أغرق !
:
ما كُتبَ اعلاهُ قنديلٌ اوّل , أضاءَ اللّغةَ فوهبتني ورقةً صغيرةً علّقتها على بابِ هذا الشّعر ,
و للقناديلِ بقيّةٌ تأتي .
شُكراً خالد .