منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - - شمعه ../ و سراب أشكال.!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2008, 09:45 PM   #38
جمال الشقصي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية جمال الشقصي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 براءة
0 تأبين
0 وطنـ مـنـ/ـفاي
0 وجه

معدل تقييم المستوى: 343

جمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




/

طابت حياتك يا منيرة

ولجت لهذا المتصفح مرات عدة، وكنت قد تركت رداً سابقاً على هذا النص في أحد المنتديات الأدبية. فبالقدر الذي تأملت فيه النص.. لم تغفل عيني عن قراءة ردوك يا منيرة على المصافحات التي عانقت بوحك هنا، مما أوحي ليَ بوجود شاعرةٍ تعرف جيداً مسالك الوعي، وتحتفظ بذاكرة إلمامٍ تكفل للآخرين التمهل والإمعان لكل ما قد يتساقط ورقه الأخضر من سماء شاعريتك، لتكتسي أشجار القصيدة نضرتها بهذا الورق الربيعي.
:

[poem="font="simplified arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]جميل الوقت لامنّه جمح مـَ ... يرجّعه أي حال=وشين الوقت لامنّه بدا (يخرف) محاصيلي[/poem]

وأقوّس مفردة (يخرف) على وجه التحديد لأنها (أهم) مفردة جاءت داخل هذا النص من وجهة نظري، إذا ما علمنا بأن الشعر أداة صالحة لتدوين التاريخ، وأصلح منها للإشارة والإيحاء إلى موقع الشاعر ومكانه وملامح تضاريسه. إن مفردة (يخرف) أشارت إلى طبيعة المكان الذي توجد فيه منيرة بنت دحيّم، فهي الآن تحديداً من تحرس النخيل والأشجار والينابيع في حارتها الساكنة، تحرسها بالشعر وبملخصات الروح كلّما فلّت الشمس الجديلة بعد الغبش، ومع ذلك.. ما كان من الشجر إلا أن يعود ويجازيَ الفعل الأخضر بـ(الخراف) المستبد!.. لو أن هذه المفردة جاءت وحيدةً، يتيمة.. لاستعصى على أغلب القراء (العاميين) فهم كنهها ومعناها ومقصد الشاعر منها، إلا أن الشاعرة هنا قد أشارت إلى المعنى دون أن تضع هامشاً يخص هذه المفردة على وجه التحديد، فالمفردة التي تلت (يخرف) وهي (محاصيلي) كفيلة بأن توحي لك من الوهلة الأولى أن (الخراف) فعل لا يخرج عن كونه أداة (جنيٍ)، (سلة حصاد) داخل الحقل، ولن يذهب بك التخمين أبعد من ذلك، كون الشاعرة هنا وإن كتبت من اللا عوي، فهي تعي كل ما تقوله داخل نصها المتاح أمامك.

أضف إلى ذلك أنني معجب أساساً بمجرد إدخال هذه المفردة داخل هذا النص، ذلك أن أكثر أهل مثل هذه البيئات من الشعراء، نجدهم قد (استحوا وخجلوا) من استدعاء مفرداتهم المحلية داخل النص الشعبي، وقد يُعزى ذلك لاعتقادهم بأنها مفردات جلِفة أو أنها لا تحمل على الإطلاق شيئاً من الشعرية، فاختاروا المفردة الدخيلة عوضاً عنها، مع أن بدائلهم تلك قد لا تكون شائعة في مجتمعاتهم أو البيئة الخاصة بهم، ما أفقد الشاعر خصوصيته داخل النص من جهة، وأفقده في المقابل خصوصية النص الذي بين يديه، فأصبح الاثنان دخيلان معاً على لحظة الكتابة!



ـ جرتني هذه المفردة إلى الجملة الشعرية التي أوردها (البدر) ذات ألق:

ليه أنكسر مثل (القزاز)
كم مرةٍ آبوح همي وتجهله
يا صاحبي:
وش حاجتك في غرشةٍ طاحت على أرضٍ عزاز؟!
إن مفردة (قزاز) التي أوردها البدر هنا.. كانت قابلة للتحوير أو الاستبدال وبجهدٍ بسيط لا يكلف عناء البحث والسبر والتنقيب، إلا أن البدر فضل ترك مفردته (قزاز) صارخة هكذا بصوت محليته الأنيقة؛ في حين اختار لها بعض الشعراء أن تخرج بصوت وبشكل آخر هو (زجاج).. أشير هنا بعض الشعراء الذين قد يكونوا من نفس بيئة الشاعر، ولكنهم ارتأوا في نطق (محليتهم) شيئاً من التأخر، وضرباً من اللا شاعرية في النص، فانسحبوا عن تدوين مفرداتهم وإمكانية بثها بعقلانية داخل النص الشعري، وهي مهمة منوطة بكل شاعر يسعى لتقديم بيئته إلى (الآخر) حتى يتسنى للعالم فهم مخزون أرضه وخصوصيتها.
:
في حين.. لا ننادي بأن تكون المفردات المحلية داخل نص الشاعر مُقحمة، مرزوعة كالجذع الهرِم، أو أنها تدخل داخل النص جُزافاً دون أن يوظفها الشاعر توظيفاً واعياً يخدم به النص الذي بين يديه أولاً، ومن ثم يقدم خدمته للآخر وهو يلفت نظر القارئ إلى عملٍ أدبي شعري جاد، يحمل قمة الشاعرية كما يحمل معجمه الخاص في الوقت نفسه.
/

كفاكم ما ظهر إنّ العذر أقبح من الأقوال

قد كررتها لك يا منيرة، عليكِ أن ننصتي إلى صوت الداخل الملتفّ حول أوردتك وخلاياك الشعرية، بل عليكِ أن تسترقي له السمع كثيراً، ودعي كل إناءٍ بما فيه ينضح. إن المساس بشاعريتك أمر وارد كما نحن ممسوسون ما حيينا بتهمة الشعرية المجْزوءة، تلك التي لن تكتمل أبد الدهر داخل أي مخلوق كان.. مادام الرب وحده هو العليم العالم.
:

تمنياتي بأن تتقبلي مداخلتي الصغيرة هذه بصدرٍ رحب، وهي وجهة نظر قد لا يقابلها كثير من القراء بالصحة والشفاء.

دمتِ زاخرة بنعمة الرب أخيّتي

\



:

ملحوظة قبل البدء..

قد أشار الازرق التركوازي بكل ما قد أبوح لكِ به يا منيرة، فلا تخرجي أبداً عن مسار رد الحربي خالد صالح، ذلك أنه يكتب لكِ ما لن تجديه من ثروات داخل أي لبٍّ آخر، أو وعي.

/

 

التوقيع


البدر


(هذا الزمان أصمخ.. ما يسمع شيوخه)..!


التعديل الأخير تم بواسطة جمال الشقصي ; 10-14-2008 الساعة 10:07 PM.

جمال الشقصي غير متصل   رد مع اقتباس