منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بناء البيت في الشعر القديم: ما أذهبته الصنعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2008, 06:25 AM   #6
منصور الرحيمي
( كاتب )

افتراضي


الشاعران: يسلم ... والقاسمي ... أشكركما على تعليقكما النبيل

وتفاعلاً مع التساؤلات المنداحة...

فالشعر ـ عند العرب وغيرهم ـ صناعة، وهذا معروف عندهم بالمعنى الفطري وبالبرهان العلمي. وكلُّ شعرٍ له حَظٌّ مِن الصَّنْعةِ، ولو خلا منها لكان قَوْلاً موزوناً معقوداً بقوافٍ ليس غيرُ. ثم تَخْتلفُ مذاهبُ الشُّعراءِ؛ فشاعرٌ يغلبُه طَبْعُه فلا يتلوَّمُ أمام شعرِه إلا قليلاً ثم يُخْرِجُه إلى النَّاس وفيه قائمٌ ومُنآدٌ، وشاعرٌ يُقَلِّب شعرَه الزَّمَنَ الطَّويلَ يَتَنَخَّلُ مِنه ويَرْمِي فُضُولَه ويُثَقِّفُه. ويقول ابنُ جِنِّي: "كان الأَصْمَعِيُّ يعيبُ الحُطَيْأةَ ويتعقَّبُه، فقيل له في ذلك فقال: وَجَدْتُ شعرَه كلَّه جَيِّداً، فدَلَّني على أنَّه كان يَصْنَعُه. وليس هكذا الشَّاعرُ المطبوعُ، إنَّما الشَّاعرُ المطبوعُ الذي يَرْمِي بالكلامِ على عَواهنِه جَيِّدِه على رَدِيئِه".

فمن هنا وقع الاختلاف عند النقاد، فلم تعد كلمة "صناعة" تفرق بين هؤلاء وهؤلاء، فسمَّى بعض النقاد زهيراً وأضرابه من "عبيد الشعر" بشعراء الصَّنْعة؛ فهم أشدُّ تحكيكاً لشعرهم وأقوَمُ بالصناعة الشعرية من المطبوعين.

ثم جاء العصر العباسي وشعراؤه المولَّدون فزادوا في الصناعة الشعرية، فنزع بعضُ النقاد اسم "الصَّنْعة" عن "عبيد الشعر" وخَلَعه على هؤلاء، ومِن النقاد مَن سمَّى هؤلاء المولَّدين بأصحاب "التَّصْنيع".

فكلُّ شعرٍ صناعة، وما زِيد في "صناعته" فهو إلى "الصَّنْعة".

ولي ـ إن يسّر الله ـ عودة لمسائل أخرى هنا

في حفظ الله

 


التعديل الأخير تم بواسطة منصور الرحيمي ; 09-29-2008 الساعة 06:28 AM.

منصور الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس