أذكر أني كتبت على السبورة لطلابي في حصة من حصص الفراغ و ما أقلها طبعاً
هذا السؤال :
هل أنت محترم ؟
و طلبت منهم أن يكتبوا الإجابة على ورقة صغيرة بلا أية هوية ...
الكل كانت إجابته : نعم أنا محترم ...
إلا واحد ... كتب : [ لا أنا لست محترماً ]
سألتهم : أنا أجزم أن المحترم فيكم طالبٌ واحد فقط و البقية ليسوا كذلك ..
طبعاً سن المراهقة و فعلها في الرجال / الطلاب ... صرخوا و [ تشنجوا / زعلوا ] و تضايقوا لِمَ تقول هذا الكلام في وجوهنا و و و ؟
المهم كان أكثرهم اعتراضاً و تشنجاً طالبٌ يجلس في [ المنتصف ]
قلت له :
سأسألك أسئلة خفيفة / بسيطة و من خلالها احكم بنفسك على نفسك و قس مدى احترامك لنفسك و للآخرين ..
س : هل تقف في الطابور منتظماً عند انتظار دورك في [ البوفيه / المقصف ] ؟
ج : قال [ بخجل ] لا ...
س : هل تفسح لأحد الطريق و تجعله يمر بسيارته في أي مكان تصادفه فيه إشارة / دوار / موقف ؟
ج : و [ بحماسة المراهقة ] لا و و و ..
س : هل لسانك مليء بالشتائم على من يؤذيك من الناس ؟
ج : و كله [ اعتزاز و حيوية ] نعم
س : هل ترد الإساءة بالإساءة ؟
ج : و [ بعصبية و فخر ] نعم و أفعل و أفعل ...
س : ماذا تقول عن نفسك الآن بعد أن نظرت لنفسك ... فهل أنت محترم ؟
ج : كانت إجابته [ السكوت و الخجل ] ...
قلت : باستطاعتك أن تحكم على نفسك و مدى احترامك للآخرين إن نظرت لنفسك في مرآة الإنصاف و العدل و تأملت مواقفك اليومية / الحياتية فستجد أنك خلاف ما لا تراه في نفسك قبل التأمل ...
و على ذكر الإساءة يقول غاندي : " إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى ستنتهي الإساءة ؟ "
لكني لم أتعرف على هوية الطالب [ الصادق ] إلا بعد انتهاء العام الدراسي فهل هو محترمٌ فعلاً ؟