|
|
ـ مع إنحنـَاءةٍ على المسْرَح :
هيَ ابنة كل اللحظات التي قدَّرَ الله بها لأحدِ خلقه أو جميعهم ضيقاً في التنفسْ ، وإتساعاً في كلِّ حجابٍ حاجزْ .. قدْ يمارسُ العزلَ ، والتوحّدَ ، وعقوباتاً أُخرى ليستْ رادعة .. بحقْ أنفاسٍ آمنة .
وقِيلَ : هيَ المنثورةً أدراجَ سريرِها .. وثـلوج البارحَة ، الملمومةً بكفنٍ قُطنيّ لم يتمكن من تقبيـلِ وسادتين صغيرتين يملؤهما الريشُ كانتا تكاتفانها بحميميّة ، ولجبروتِ الشتاءِ لاذت كلّ وسادةٍ بضيقِ المساحات ـ إن إتسعْ ـ ذاكَ الفاصل مابين كتفي تلك المنثورة .. وظلّهما الوثيرْ .
ـ مطلع فجْرٍ .. وَشمْس ضُـحَى :
عندما يبْدَأُ الفَجْرُ بتَشْكِيلِ الضُوء الذي تَمركزَ عمقَه .. كدَورَقٍ مقلوبٍ يُشكْلُ جزءُه الأكثر اتساعاً بُزوغَ الشعاعِ وانتشاره .. وَرَبْما دربَ الضياعِ وانتشاءه ، تكونُ الصورةُ في أبهى أُصُولِها .
وعندَ مَبْلَغِ الضُحَىً ....
وهذا المشهد بالكادِ يتـلاشى .. أو يتيمّمُّ التلاشي مِنْ بعْدَ أنْ تتشرَّب أرجائها بخيوطِ الشمسِ .. الخيوط الحادّة التي يطعنُ بها القرصُ الناري ظهورَ النوافذ الغافلة في متاهات النعاسْ ، ودائماً ماتكون الطعناتُ الغادرة .. غائرة أكثر ، لذلكْ ورغم أنَّ اللسعات الأولى لمْ تبعثر حلماً لربيـبة الريشْ ، إلاّ أنَّ الصحوَ – والحارق أيضاً – كانَ كساعة الميدان العملاقة عندما تدقُّ في ذاكرةِ تسعيني تآكلت حواسه جميعها .. ماعدا أُذنينِ صقلَتْ الصحراء إحساسهما بالضجيج .
ـ كوريقَاتٍ من خريفِ الذاكْرَة :
والغيمةُ عصْراً تتكوّمُ كابنةِ كلِّ اللحظَاتِ الضيّقة .. فتتساقطُ زخْاتٌ في ناقوسِ الماضِ ، تستعرضُها .. وتتصفْحُ بقايا عشقٍ ماتَ قُبيلَ الصحوِ .. ولسعَاتِ القُرْصِ الغادرْ لمْ تتوقفْ بعْد ، تضمُّها ورقَةً / يَرَقَة .. بعدَ أنْ ضمَّنتها بعضَ تفاصيلَ العشقِ ذاكْ :
[ ... ].....
تستسقيه من أفواه الفتياتْ ، حيثُ المصادر الموثوقة لآخرِ أخبار متسكْعٍ كهوَ .. تستهويه الأرصفة الأكثر إزدحاماً بِهنْ .. وتشغله إكتشافاته اللغويّة الأكثر غزلاً .. وإطراباً لأُنثى تستحق أنْ تكونَ قصيدةً .. أو قطعةً من نثارِ الكَلِمْ .
ـ الأمرَ الذي كان يجعل مجرّد السؤالِ عنه .. ناراً حامية .
[ ... ].....
تحاولُ الهروب من كلِّ مايتعلّقُ به .. حتَّى الأحلام الصغيرة ، فتعلقُ به حَدْ الحُلمَ بصغارهم .. والعشْ الذي يحتويها بمعيّته ، كلُّ المحاولات التي قامت بها .. كانت للإنقلابِ عليها لنصرته .
ـ فمَا راودت للنسيانِ درْباً إلاّ وبكَتْ ، لإستحالة ماتريد وحتميّة المتسكْع .
[ ... ].....
رغمَ عشقها له .. ولسيرته .. ولنصوصه التي تمرّغَ بعضُها ببعضِها ، إلا أنَّها أمامه تبدو كمنكرةٍ ـ بكلِّ ثقةٍ ـ لوجوده وكينونته ..
ولكن سرعان ماتتهاوى ثقتها بُعيدَ إبتسامته لصديقتها .. ومروره من بينهما .. طارحاً على الصديقة تساؤلاً عن غياب تلك الواثقة المغرورة التي تستعجلُ الفتيات في المسير .. كجدّةٍ حنون .؟! منهياً تساؤله بغمزة ..
ـ فمن بين أكوامِ غيضها تعلو الضحكات .. وتأتي وشوشته :
"أخبرتكِ سابقاً بأنَّني فارغٌ لا أكثر .. لكنّكِ تصرّين على الإمتلاء بي" ..
لـ يستمرّ في مضغِ اللبان بصوتٍ عالِ .. كان يعلمُ بأنَّها تكره سماعه ، فلا تجدُ بُدَّاً من الإمتلاء به أكثر .. وبإرادتها المسـلوبة .