منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " °• اوآآه يـــا أبــ ــ ـــي •°"
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2008, 03:16 AM   #3
نوف عبدالعزيز
( كاتبة )

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أواه يا أبي .. ليتك تعلم كم من أثقال يحتملها جسدي الصغير ينوء بها كاهلي ..
فأقاوم حتى احملها خشية أن تحملها عني .. و انا طفلتك المدللة
فأسقط .. و ينكسر ظهري .. أقاوم و أقف .. و أعاود حمل ما استثقلت و يزداد

ألـمـي ألـمـاً و هـمـي هـمـاً

فكما قلت و قولك الحق .. كتب علي الشقاء إلى أن يشاء الله ..



_1_

أو علمت يا أبي كم أنا منافقة أظهر ما لا أبطن .. !!

أظهر الرضا و الصبر و القوة و أبطن ................
سخطاً يشعل حرائق الغضب في هذه الدنيا و ضعفاً يكسر تماثيل القوة التي صنعتها
و يذيب أقنعة السعادة التي لبستها
و كرهاً يمزق أثواب المحبة التي ألبسها لمن حولي لا لشيء إلا لأني مريضة ..
أي منكسرة ..!!
أواه يا أبي .. ليتك تشعر بسخونة القلب الكسير .. الذي ما فتيء يتشرب الأمل الكاذب
و الحلم الخادع .. وليت كل ما أملته حدث ..
و ليت كل ما حلمته تحقق .. كل شيء سراب .. سراب أحث الخطى نحوه
فيزوووووووووووول


_2_


أبي أنا ضعيفة ..!!
لم تعلم بهذا فقد كنت مثالاً للفتاة القوية التي تنهض بعد كل سقوط ..
و لكني عندما أركن لمتنفسي الوحيد
أخلع قناع القوة عن وجهي و أظهر على حقيقتي .. فتاة ضعيفة .. ترتجف بين
يدي الله ترجو عافيته و تشكي إلية ضعفها و قلة حيلتها و رغبتها التي تقتلها
في أن تكون صحيحة .. كغيرها .. تمشي من غير أن تتمسك بما حولها .. و أن
تأكل من دون أن تشعر بحرقة في المعدة _بسبب الأدوية التي هششت جدارها_
و أن تنام ليلتها من غير أدوية مسكنة ..
شعور الأمومة يحرقني يا أبي .. أتذكر إلحاحي عليك بأن أتبنى طفلاً اكون له أم
و يكون لي ملجأ فوافقت و لكني رميت بالفكرة من رأسي خشية أن أموت
و يتيتم هذا الطفل مرة أخرى ..
يكفيه معاناته فلا أريد أن أضيف لحياته فقد آخر .




_3_

كم هو مسكين هذا القلم .. كلما نزف قلبي أنزفته معي على ظهر الورق ..
فلا أحد لدي أستطيع الحديث له
ليس لعدم وجودهم .. و لكن لفقداني .. !!
أنكسر فيملأني التشظي .. و أتناثر في مهب الريح .. و عندها لا أستطيع أن ألملمني .. و أتوه ..
و تفقد حروفي طريقها في كل اتجاه و لا تعرف طريقاً لها
غير أرض الورق ..فأكتب و أكتب حتى أشعر ببرودة أطرافي .. فأظن بأن روحي ستغادرني ..
أستلقي .. و عندها ..!!
تتساقط شظايا روحي من أدمعي نهراً سخيا..


_4_

تمنيت
تمنيت
تمنيت

من أعماق قلبي لو أن أحداً .. أي أحد يفهمني من غير أن أتكلم ..
أن يكسر ذلك المنقذ صمتي .. ويخترق صومعتي ..و يستحثني .. لأرتل له
تراتيلي و أخرج له صكوك عذابي
فتتساقط عليه شظايا أدمعي نهراً سخياً .. فيجعلها في وعاء قلبه و يدفنها في بئر
لا قرار له ..

و أتساءل حينها و لا أجرؤ على السؤال :

يا ترى لو وجدت ذلك الشخص هل ستتغير حياتي حينها ..!!
و أنا لن أكون أنا ..؟؟!!
و أغرق في تخيلاتي التي تخنقني ثم ...
أ ب ك ي





ـ 5ـ

تعبت يا أبي .. كم رغبت بأن أخبرك بهذا .. و لكني لن أحتمل أن أكسر قلبك و أزيد حزنك علي أحزانا ..
لن احتمل الدرر الثمينة التي تذرفها عينيك البريئتين .. أعلم مقدرا حبك لي ..
و لكني رغبت بان أكون عارية أمامك و أرمي لك بما يثقلني و يشقيني ..
فهل وصلك ما أردت ..؟؟
كم أتعبني يا والدي حملي لأثقال الحزن التي لا تليق بي و أنا فتاة لم أتجاوز
الرابعة عشرة و ظللت احملها ليومي هذا ..!!
و لم أجد أحداً .. أي أحد .. يأتي ليسحبها عن كاهلي و يرميها
فكرهتني لتعلق هذة الأثقال بي
و كرهت / هــم كونهم خذلوني و لم يفهموا ما بي أو يمدوا لي يد العون،،
فعشقت النظر للسماء ليس غروراً _ و فالق الإصباح _ و لكن خشية هطولي أمامهم ..


تمنيت أن أعدك بأني لن أموت .. فالوقت ما زال مبكراً علي و لكن .....
لا أستطع فالوهن يسكنني و الموت بدأ يفقدني و لا أعلم في أي وقت سيمد يده لي
و يحثني على ترك هذه الحياة التي وضعت أثارها علي جسدي / قلبي
لأني علمت بأن هناك في الحياة الأخرى لا ألم و الله يا أبي لا ألم و هذا ما تمنيته
أنت لي و ما تمنيتة أنا لنفسي حين حلمت بأن أسكن عالماً
لا يوجد فيه ألم ..
و لكني وعدت يا أبي أن أقاوم .. فليس الاستسلام من شيمي و أنت تعلم هذا ..




أواه يا أبي
وصلت إلى نهاية نزفي و الرحيل .. الرحيل يبدو لي قريب و لست خائفة و لكن
أخاف كسر قلبك .. و أردت أن يكون موتي هيناً ليناً علي و عليكم

فقد قرأت ذات مره :

أن من يحتضر إن كانت نفسه معلقة بشيء في هذه الحياة فلن يرحل بسهولة خلاف من كان راحلاً
وهو قد حقق ما بنفسه لهذا أردت أن أخبرك كل ما أشجاني حتى أرحل
بكل سكينة و بصمت و بهدوء و بابتسامة كما عودتكم دوماً نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كن بخير يا أبي فأنا أحبك

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أن يقول أحدهم .. أن للحزن حكمه فأنا أتفهم هذا
لكن ما لا أتفهمه ..!!
لماذا تجد الحياة بي ملجأ لطعناتها .؟!
وكأن الأرض لا تخلو من سواي
أؤمن أن للحزن حكمه لكني لم أعد أرى هذا ..!

نوف عبدالعزيز غير متصل   رد مع اقتباس