[ - تقولُ أمّي أني وُلدتُ مبتسمةً و كأنّني كنتُ اعرفُ انَّ الحياةَ لن تمنحني فرصةَ الفرحِ إلّا نادراً , لذا انترعتُ لنفسي منها حرفَ باءٍ صغيرٍ يكلّلُ شفتيّ , و بعدها بداتُ أجاهدُ لئلّا يُصبحَ ألفاً مُكرّرةً ,
لكنَّ لعنةً ما كانت تلاحقُ دموعي و تحبسها حتّى عن الصّبيةِ الّذين كانوا يحاولونَ ازعاجي و يفشلونَ و يبكونَ و أفرح , ثمّ أهدي حزني للوسادةِ الزّهرية الّتي اشتراها لي أبي , الرّجل الأول في حياتي .
هو أيضاً كان الرّجلَ الاوّلَ في حياتي , معهُ بدأتُ أفهمُ كيفَ يكونُ الرّقم واحد , واحداً , كنتُ حينَ ألقاهُ أتفتّحُ كالزّنابقِ المائيّة , كان هو مائي , و حينَ يغيبُ أُغلقُ مساماتي عليهِ لأتنفّسهُ وحدي أثناءَ ليلِ الغيابِ الثّقيل , كنتُ اتكوّرُ على نفسي لأحتضنهُ و أزرعهُ فيّ , ثمَّ أتفتّح في حضورهِ فيلقاني فيهِ , أشبكُ أصابعي لأقلّدَ معصمَهُ ,
..........
لا أحبُّ كانَ , أشعرُ أنّهُ ينتقصُ ما أقول ,
هل كتبتِ شيئاً ؟
توقّفي أرجوكِ , و مزّقي كلَّ ما كتبتِهِ , وداعاً . ]
- و لكنّي لم أفعل , لثقتي بأنّها ستعود , ضممتُ الاوراقَ الصّفراءَ الصّغيرةَ بالمشبكِ الورديّ الّذي كان على دفترها , ثمَّ أحطتها بابتسامتي و علمتُ من عصبيّةِ وداعها أنّها ستعودُ و تُكمل ...