منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( مدينةٌ موبوءة باللانسيان )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2008, 02:54 AM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي ( مدينةٌ موبوءة باللانسيان )


لايهمني كيف أغتسل ..
ولا متى !
ولا الحيرة الواقفة في نحرِ فكري..
أ مِنكَ غُسلٌ أبدي ؟
أوَ بعد البعد طهرٌ أخير !؟...
لاتقل بأن النساء يستلقينَ على الشطآن
تحت مساجات الشمس ليجففن مشاعرهن !
منذ متى أصبح الصيف مهرجاناً جماعياً للنسيان ؟
منذ متى والمرأة تلقي ثوب يومها للأمس
يمزقة فضوله كما تفعل أضواء المدينة
بسماءنا ..
بأزهارنا ...
وبشوارعنا الميتة عتمةً كل مساء....
لاتصور لي الحياة بسيطةً
لأن أسرق من فم عصفور قُبلة أشتهيها
والخطوات تغريه بالمسير فوقَ أغصاني ....!!
أدرك جيداً
أن الأشجار لاتمد أعناقها حتى تنكسر..!
ثمة انكسارٍ يرادف كل معنى للمحاولة ..
ثمة جرح خلف المحاولات ينهش أكتاف الرغبة في تكرارها ...
وخلف ردائي المبلل بك ,,,
ثمة رعشة مُقشعرّة لا يعترف بها الدفء ..
وإن تركتْ شموس العالمين عروشَها
واتكأت على شعر جسدي....
شيء ما أخذ حقيبةً من دمي وهرب..
موسمٌ قرر أن يُطلّق قرارتي
فقطع تذكرة تَنَصُّل إلى اللا عودة بصمتٍ
قبل أن تحرجه دندنات صقيع أناملي بـــ
( إرجع إلي فإن الأرض واقفة ..)......
آثارٌ صغيرة تركها ومضى ..
تفاصيل لاتكفي حاجتي ..
لاتكفي لأن تخلقَ وطناً
يلملمُ عظامي المشردة فقداً...
ولا حبوبا مسكنة
تُسْكتُ أنين مفاصلي المقرورة...
مقابرُ الشموع غدتْ بعدك بلا نهاية ..
كأن أرضي احتفلت بحزن من أحزان الملائكة....
ورائحة الاحتراق
لازالت ترتكز في شوارع عمري
بانتظار جيوب الذكريات المارة
لسرقة مايكفي لسد رمق الحنين ..
وإن كان الفاصل الزمني بسُمك دهر من النسيان لا أقل !
حتى ذاكرة البصر!!!
لم تكن يوماً لتمنعني من تفقد أحوال قوتها....
فهنا ولدت شمعة ..
وأخرى هناك أنهكها ثقل النور فشاخَ بها الإنطفاء ..
وثالثة لفظت الحياة وأنا غافلة
أبحث عن غيرها لتحمل لواءَ أختها المُحتضره ..
يوما بعد يوم....
تأكدت بأن كل جهات الذاكرة
على خير مايرام
مادام حضورك لم يقطع رحمها قط...!
ويوما تلو آخر...
أيقنت يقيناً
بأن القلب وحده
من يمارس رياضته اليومية هرولةً نحو البدء ..
هرولةً نحو الحب...
..نحو ( مدينة موبوءة باللانسيان )...




بقلمي/نهله محمد



 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..


التعديل الأخير تم بواسطة نهله محمد ; 09-04-2008 الساعة 02:56 AM.

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس