،://:،
شَكَا رِجَالٌ مِنْ أحَدِ الأمْصَارِ إلَى الخَليفَةِ عُمَرُ ابْن عَبْدالعَزِيز
مِنْ وَاليهِم الَّذِي وَلاَّهُ عليْهِم
فَكَتَبَ إليْهِ :
"كَثُرَ شَاكُوكَ وَقَلَّ شَاكرُوك ، فَاسْتَقِم أوْ إسْتَقِل"
:
:
وَفِي خِلافَةِ أبِي وَحَبِيبِي الَّذِي لَطَّخَ المُغرضُون سِيرَته
وَنَالُوا مِن مَسِيرَتهِ ، وَشَوَّهُوا عَهْده وَمَسحُوا آثَار مَجْده
بِأكَاذِيبهِم ، الخَلِيفَة الزَّاهِدُ المُجَاهِد "هَارُون الرَّشِيد"
لَمَّا أرْسَلَ إليْهِ مَلِك الرُّوم نَفْقُور
رِسَالةُ وَعِيد وَرَجْفٍ وَتَهْدِيد
فَحْوَاهاَ :
"مِن نَفقُور مَلِك الرُّوم إلى هَارُون أمَّا بَعْدْ
فَإنَّ المَلِكَة الَّتِي كَانَت قَبْلِي أقَامَتْكَ مَقَامِ الرَّخْ
وأقَامَتْ نَفْسهَا مَكَان البَيْدَق فَحَملَت إليْكَ مِن أمْوَالِهَا
مَا كُنتَ حَقِيقَاً بُحمَل أمْثَاله إليْهَا
لَكِنَّ ذَلِكَ ضُعْف النِّسَاء وَحُمْقهنَّ فَإذَا قَرَأتَ كِتَابِي
فَأرْدُد مَا حَصَل قَبْلكَ مِن أمْوَالِهَا
وافْتَد نَفْسكَ بِمَا يَقَع بِهِ المُصَادَرَة لَكَ
وَإلاَّ فَالسَّيف بَيْنَنَا وَبَيْنكَ"
فَرَدّ عَلَيهِ الخَلِيفَة المُجَاهِد هَارُون الرّشِيدِ :
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
مِنْ أمِيرِ المُؤْمنِين هَارُون الرَّشِيد
إلَى كَلْبِ الرُّوم نَفْقُور
الجَوَاب مَاتَرَاهُ لا مَاتَسْمَعه "
أقْصَر وَأبْلَغ خِطَاب فِي التَّاريخِ
دُكَّت علَى اثرِهِ حصُونِ الرُّوم وَقِلاعِهَا
فَمَا أصْبَحَ الصُّبح حَتَّى قَادَ جَيْش جَرَّار
أنَاخَ رَكْبهِ بِبَابِ هَرْقَلَة قَبْلَ أن تُرْمِضَ الفِصَال
فَفَتَحَ وَغَنِمَ وَأصْطَفَى حَتَّى دَانَتْ لَهُ الرِّقَاب
لِلأمَانَةِ مَصْدَرُ مَاسَبَق مَوضُوعٌ لِلكاتِبَة/ لَيْلَى أحْمَد وَ مَافَارَقَتْ تِلْكَ السّطُورِ
وَ البَلاغَةِ وَ الإيْجَازِ اعْجَابِي وَ تَقدِيرِي ،،
حُكُمَاءٌ رَافَقتهم " الحِكْمَة " فَأوجَزُوا بِالذّكْرِ وَ الفِعْلِ تَارِيخهم الحَافِل 
:://::