[صالح مصلح الحربي]

.
.
.



لكل زمن متناقضاته وعجائبه ... وحيث للشعر ازمانه المتعاقبة والتي نجده جزءا" لايتجزأ منها اذا ماسلمنا انه المعبر عن الاحداث والمتغيرات فضلا" عن المشاعر والاحاسيس .. ومواكبة ذلك بالتطوير والتنوير والتجديد والابتكار ومساير ة لغة العصر الفصيحة ..

والشعر هذا الكائن الحيوي الجميل يعشق الحرية ويرنو الي الجمال .. ويتملس مواطنه ويبثنا لواعج ماهو ذو بوح شجي ...ويسمو ويتسامي بالذائقة .. وينثر الورد علي عتبات القلوب .. ويمقت التصنع والتسطيح والتشويه واللغة الهشة ويترفع عن المداهنة والمجاملة والمراوغة والمزايدة والمشابه والساقط من هكذا امورويبيح توارد الخواطر ويدين تورط الخواطر ..

وحيث ( الابداع يولد من رحم الألم) فقد كان للشعر .. زهوه وبهاؤه ونقاؤه وارتقاؤه ورونقه وسموه ... يثقل كاهله مايناقض ذلك ... ومن يناقضه ويقلق راحته .. من يشوه صورته ويعبث بملامحها ويعمل علي كبح جماحه وبعثرة طموحه ... وعرقلة خطواته وينسب اليه مالا ينتسب اليه ..

شدني لكتابة ذلك ... مانراه الان بما هو اشبه بالصرعه من حيث تهافت بعض الشعراء او قل المستشعرين او ادعياء الشعر من هوسهم بالمسلسل التركي (سنوات الضياع) وانجرافهم وراءه وتاثرهم به وباحداثه واستلهام افكارهم منه .. ممايدل علي عقلية سطحية ومراهقة فكرية وانغلاق فكر وانعدام وعي .

وكأن مشاعر العاطفة .. وبوح الوجدان .. تستلهم من ذلك المسلسل .. وكأن لاقضية غير قضيته .. ممايدل علي هامشية اولئك الشعراء وضحالة افكارهم وفقر ثقافتهم وعدم وعيهم .. والمشكله ان هناك من يمجد قصائدهم تلك ويصفق لهم ويصفهم بالمبدعين والرائعين والمبتكرين وهم صدقوا ذلك واستمرؤا الفكره ... في وقت هم بحاجه لمن يصفعهم بقصائدهم ليصحو من غفوتهم وهوسهم الممجوج ...
ختاما" رحمة الله علي الشعر .. فقد سقط متأثر بغباء الاغبياء من شعراؤه .

.
.
.