مها النعيمي
ـــــــــــــ
* * *
أرحبُ بك في أبعاد ،
فأهلاً و سهلاً تليق بحضورك المضيء .
:
كلّما كان الشاعر صادقاً فيما يكتب .. اقترب الشبه بينه وبين قصيدته
حتّى لا نكاد نفرّق بينهما - والعكس صحيح - ..
لا أعني بقولي [ صادقاً ] أنْ يقول الحقيقة المُشاعة - مثلاً - ،
لأنْ لا شعر فيما هو حقيقيّ - أبداً - ، بل [ الصدق ] في كتابة نفسه
بعيداً عن أيّ مؤثرٍ خارجي و محاولة الإرضاء و الوصول لِوجْهَةٍ غيره .
:
بالدليل القاطع و المتقاطع .. هل يمكننا الآن تحديد الهَمّ و التوجه الفكريّ
للشاعر من خلال نتاجه وطرحه ؟!
يستحيل ذلك لأنّ الشاعر وضع بينه و بين كتابةِ نفسه الكثير من الحواجز
بدءاً بالإعلام و ليس انتهاءً بالجمهور غير العاقل و المتعقّل لذلك .
:
سأتحدث عن الشاعر [ خالد العنزي ] كـ صديقٍ قريبٍ جداً ..
و قولي " كصديق قريب جداً " ، لكي يكون الكلام القادم إثباتاً لا مدحاً فقط .
من بين الشعراء الذين عرفتهم عن قرب يُعدّ [ خالد العنزي ] من أقربهم
كتابةً لنفسه و عنها .. و منها و إليها .. لسببٍ بسيطٍ و مهمٍ بنفس الوقت ،
أنّه لم يضع في حُسبان الشعر أيّ شيءٍ غير الشعر ..
أقول ذلك وأنا المدرك لقولي و المُثبتُ له من خلال مواقف كنتُ شاهداً
عليها و فيها .. مُنذُ رفضه للإعلام و الضوء حتى رفضه الانصياع لذائقة الجمهور
بوضعه بين قصيدته و ذاته .
حقيقةً ليس للصداقة طريق إليها .. مَن هم مثل [ خالد العنزي ] قلّة في ساحتنا
الشعبيّة .. لأنّك كي تكتب نفسك و يكون وجه الشبه بينك والقصيدة قريباً حدّ
الدقيق من التفاصيل ، يلزمُ ذلك ثقافةً و فكراً و توجهاً تُحدّده قراءاتك و رؤاك قبل رؤياك .
:
مها النعيمي
موضوعٌ مهمّ وشيّق حدّ إطالتي فيه ،
و قد آتي بأمثلةٍ أخرى إنْ سنحتْ الفرصة .
قبل ذلك وبعده ،
أشكرك شكراً جزيلاً و عظيما .